فتح رب البرية بتلخيص الحموية

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
57

فتح رب البرية بتلخيص الحموية

الناشر

دار الوطن للنشر

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الباب الثالث عشر في نزول الله إلى السماء الدنيا في "الصحيحين" عن أبي هريرة ﵁، أن النبي ﷺ قال: "ينزل ربّنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (١) . وقد روى هذا الحديث عن النبي ﷺ، نحو ثمانٍ وعشرين نفسًا من الصحابة ﵃، واتفق أهل السنة على تلقي ذلك بالقبول. ونزوله تعالى إلى السماء الدنيا من صفاته الفعلية التي تتعلق بمشيئته وحكمته، وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته. ولا يصحّ تحريف معناه إلى نزول أمره، أو رحمته، أو ملك من ملائكته، فإن هذا باطل لوجوه: الأول - أنه خلاف ظاهر الحديث؛ لأن النبي ﷺ، أضاف النزول إلى الله، والأصل أن الشيء إنّما يُضاف إلى من وقع منه أو قام به، فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفًا يُخالف الأصل.

(١) -رواه البخاري (١١٤٥) كتاب أبواب التهجد، ١٤ - باب الدعاء والصلاة من آخر الليل. ومسلم (٧٥٨) كتاب صلاة المسافرين، ٢٤ - باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه.

1 / 63