فتح رب البرية بتلخيص الحموية

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
49

فتح رب البرية بتلخيص الحموية

الناشر

دار الوطن للنشر

مكان النشر

الرياض

تصانيف

الباب الحادي عشر في المعية أثبت الله لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله ﷺ، أنه مع خلقه. فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد: ٤]، وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنفال: ١٩]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦] . ومن أدلة السنة: قوله ﷺ: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت" (١) . وقوله ﷺ، لصاحبه أبي بكر وهما في الغار: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ﴾ [التوبة: ٤٠] . وقد أجمع على ذلك سلف الأمة، وأئمتها. والمعية في اللغة: مطلق المقارنة والمصاحبة. لكن مقتضاها ولازمها يختلف باختلاف الإضافة وقرائن السياق والأحوال: فتارة تقتضي: اختلاطًا؛ كما يقال: جعلت الماء مع اللبن. وتارة تقتضي: تهديدًا وإنذارًا؛ كما يقول المؤدب للجاني: اذهب فأنا معك. وتارة تقتضي: نصرًا وتأييدًا؛ كمن يقول لمن يستغيث به: أنا

(١) -أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط كما في مجمع الزوائد (١/٦٠)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٩٠٧)، وأبو نعيم في الحلية (٦/١٢٤) .

1 / 55