بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله
الناشر
الجامعة الإسلامية
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
﴿قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ﴾ ١. وأمثالها من الآيات كثير.
وفيها البيان الواضح بأنّ المشركين كانوا يقرّون بهذا النّوع من التّوحيد، وإنّما كانوا يجحدون النوع الثاني منه، وهو توحيد العبادة، المتمثّل في إفراد الله ﷾ في الطّلب والقصد في كل ما يصدر من العبد من أنواع العبادة، كما تدل عليه وتعبّر عنه كلمة "لا إله إلاّ الله"، إنّ هذه الكلمة تثبت العبادة بجميع أنواعها لله وحده وتنفيها عمّا سواه، ولهذا لمّا طلب النّبيّ ﷺ من المشركين أن يقولوها امتنعوا وقالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾ ٢ لعلمهم أنّ من قالها فقد اعترف ببطلان عبادة كل ما سوى الله وأثبت العبادة لله وحده، فإنّ الإله معناه: المعبود، "والعبادة اسم جامع لكل ما يحبّه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة"، فمن نطق بهذه
_________
١ سورة يونس، الآية: ٣١.
٢ سورة ص، الآية: ٥.
1 / 10