بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله
الناشر
الجامعة الإسلامية
مكان النشر
المدينة المنورة
تصانيف
أنّه لو كان الله تعالى كارها لما فعلناه لأنكره علينا بالعقوبة ولما مكننا منه. قال الله - تعالى - رادًّا عليهم شبهتهم: ﴿فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾، ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ ١ أي: ليس الأمر كما تزعمون أنّه لم ينكره عليكم، بل قد أنكره عليكم أشدّ الإنكار، ونهاكم عنه آكد النهي، وبعث ﴿فِي كُلِّ أُمَّةٍ﴾ أي: في كل قرن وطائفةٍ من النّاس رسولًا، وكلّهم يدعون إلى عبادة الله وينهون عن عبادة ما سواه، ﴿أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ فلم يزل تعالى يرسل إلى النّاس الرّسل بذلك منذ حدث الشرك في بني آدم، في قوم نوح الذين أرسل إليهم نوحا، وكان أوّل رسولٍ بعثه الله إلى أهل الأرض، إلى أن ختمهم بمحمد ﷺ الذي طبقت دعوته الإنس والجنّ والمشارق والمغارب".
وكلّهم كما قال الله - تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ ٢،
_________
١ سورة النّحل، الآية: ٣٦.
٢ سورة الأنبياء، الآية: ٢٥.
1 / 25