بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ت. 1450 هجري
2

بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

الناشر

الجامعة الإسلامية

مكان النشر

المدينة المنورة

تصانيف

﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ﴾ ١. والعبادة حق الله على عباده، كما قال النّبيّ ﷺ لمعاذ بن جبل ﵁: "أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ "قال: "حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله: أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئا" ٢. وهذا الحق هو أوّل الحقوق على الإطلاق لا يسبقه شيء ولا يتقدمه حق أحد. قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ ٣ الآية. وقال تعالى: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ ٤ الآيات. ولأسبقية هذا الحق وأولويته على سائر الحقوق، وكونه الأساس الذي ينبني عليه سائر أحكام الدين؛ نرى النّبيّ لبث في مكّة ثلاث عشرة سنة يدعو

١ سورة الذاريات، الآية: ٥٦. ٢ الحديث رواه البخاري "١٣/٣٠٠" في التّوحيد ومسلم برقم ٣٠ في الإيمان. ٣ سورة الإسراء، الآية: ٢٣. ٤ سورة الأنعام، الآية: ١٥١.

1 / 4