إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة

حمود بن عبد الله التويجري ت. 1413 هجري
63

إيضاح المحجة في الرد على صاحب طنجة

الناشر

مؤسسة النور للطباعة والتجليد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨٥ هـ

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أشراطها وعلاماتها الدالة على قرب قيامها. ويؤيد هذا وقوع هذا النسف كل يوم في سائر الدنيا بالألغام والحفر بالآلات ومد الأرض ذات الجبال مد الأديم حتى ينزل عيسى ﵇ فيجدهم على ذلك. والجواب عن هذا من وجوه: أحدها: أن يقال إن فتح الطرق في الجبال لا يكون إزالة للجبال ونسفًا وتسييرًا لها ومدًا للأرض مد الأديم، وهذا لا يخفى على من له أدنى عقل ومعرفة. واستدلال المصنف على ما ذهب إليه بقول الله تعالى (وإذا الجبال سيرت) وبما في حديث سمرة وحديث ابن مسعود ﵄ لا وجه له وهو استدلال في غاية البعد والتكلف. الوجه الثاني: أن يقال إن جبال الأرض باقية على حالها مع فتح الطرق فيها. ولو أنها قد نسفت وسيرت ومدت الأرض مد الأديم - كما زعمه المصنف - لما بقي في الأرض جبل بالكلية. بل إنا نقول لعله لم ينسف منها ولا جبل واحد، اللهم إلا أن تكون آكاما صغارًا تؤخذ أحجارها للحاجة أو تزال عن الطرق فهذا قد يكون موجودًا الآن ولكن لا يعد هذا نسفا للجبال وتسييرًا لها ومدًا للأرض. الوجه الثالث: أن نسف الجبال وتسييرها ومد الأرض مد الأديم إنما يكون يوم القيامة، قال الله تعالى (ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا)، وقال تعالى (إن يوم

1 / 63