دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية - عرض ونقد
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
والترتيب، والتقسيم والتبيين) (١) .
وثانيهما: قول الإمام الذهبي (٢) ﵀ عنه: (كان يقضى منه العجب، إذا ذكر مسألة من مسائل الخلاف، يستدل ويرجح، ويجتهد، وحق له ذلك، فإن شروط الاجتهاد كانت قد اجتمعت فيه، فإنني ما رأيت أسرع انتزاعًا للآيات الدالة على المسألة التي يوردها منه، ولا أشد استحضارًا لمتون الأحاديث، وعزوها إلى الصحيح أو إلى المسند أو إلى السنن منه، كأن الكتاب والسنن نصب عينيه، وعلى طرف لسانه، بعبارة رشيقة، وعين مفتوحة، وإفحام للمخالف ... وكان قوالًا بالحق، نهاءً عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، ذا سطوة وإقدام، وعدم مداراة الأغيار، ومن خالطه وعرفه قد ينسبني إلى التقصير في وصفه، ومن نابذه وخالفه ينسبني إلى التغالي فيه ... وأنا أقل من أن ينبه على قدره كلمي، أو أن يوضح نبأه قلمي ...) (٣) .
وكان ابن تيمية ﵀ يواجه التيارات البدعية في عصره، ويناقش ما تحمله من مخالفات عقدية، حريصًا على تصحيح العقيدة في نفوس الناس، وتنقيتها مما شابها من كثير من الانحرافات، إذ يرى ﵀ أن الراد على أهل البدع مجاهد (٤)، إلا أن من كان شيخ الإسلام يهدم بنيانهم من القواعد، لم يطب لهم صنيعه، فحاولوا بشتى الوسائل تشويه صورته عند كل أحد، وبكل الوسائل، فلم يكونوا يتورعون عن سبه وشتمه، ورموه بالجهل تارة، وبالزندقة أخرى، ونسبوه إلى البدعة، ولم يبق إلا ما هو أعظم منها، ألا وهو التكفير،
_________
(١) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص١٠٩.
(٢) الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي، التركماني الأصل، ولد بدمشق، وطلب العلم بها، من تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية، له مؤلفات كثيرة ومشهورة في التاريخ والسير مثل: تاريخ الإسلام، سير أعلام النبلاء وغيرها، ت سنة ٧٤٨هـ.
انظر في ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر ٣/٤٢٦، شذرات الذهب لابن العماد ٦/١٥٣.
(٣) ذيل تاريخ الإسلام (ضمن ثلاث تراجم مستلة منه للعجمي ص٢٣ - ٢٥) بتصرف.
(٤) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ٤/١٣.
1 / 8