وكقولِ الآخر:
(شَبَهُ الغَيثِ فِيهِ والليثِ والبَدْرِ ... فَسَمْحُ ومِحْرَبُ وجَميِلُ)
فهذهِ أمثلةُ لأنواعِ التَّشْبيهاتِ الَّتِي وَعَدْناَ شرحَهَا، [و] فِي كتاب " تَهذيبِ الطَّبْعِ " مَا يَسُدُّ الخَلَلَ الَّذِي فِيهَا وَيَأْتِي علىَ مَا أغْفَلْنا وَصْفَهُ، والاستِشهادَ بِهِ مِنْ هَذَا الفَنَّ إنْ شَاءَ اللهُ تَعالى.
١٠ - (سننُ العَرَب وتَقَاليدُها)
ونَذْكرُ الآنَ أَمْثِلَة للأشعارِ المُحْكمةِ الوصفِ، المُسْتْوفاةِ المَعَاني، السَّلسِلةِ الألفاظِ، الحَسَنَةِ الدَّيباجةِ، وأمثِلةً لأضدَادهَا، ونُنَبَّهُ على الخَللِ الَواقعِ فِيهَا، ونَذْكُرُ الأبيات الَّتِي زَادَتْ قَريحةَ قَائِلهَا فِيهَا على عُقولِهم، والأبياتَ الَّتِي أغرَقَ قائِلوهَا فِيمَا ضمنوها من الْمعَانِي، والأبياتَ الَّتِي قَصَّروا فِيهَا عَن الغَايَاتِ الَّتِي جروا إِلَيْهَا فِي الفُنُونِ الَّتِي وَصَفًوها، والقَوافي القَلقَةِ فِي مَوَاضِعها، والقَوافي المتمكنة فِي مواقعها، والألفاظ المُسْتَكْرَهَة النَّافِرَة الشَّائِنَة للمعَاني الَّتِي اشْتَمَلَتْ عَلَيْهَا، والمَعَاني المُسْتَرْذَلّة الشَّائِنَة للألْفَاظ المَشْغُولة بهَا، والأبْيَات الرَّائِقَة سَمَاعًا الوَاهِيَة تَحْصِيلًا، والأبْيَات القَبِيحَة نَسْجا وَعبارَة العَجيبةِ معنى وَحِكْمَة وإصابةً، وأمثلةً لسَنَنِ العَرَب المستعملة
1 / 50