واعلم أن هذه الدعائم الخمس بعضها مرتبط ببعض، وروي أنه لا يقبل بعضها بدون بعض.
ففي مسند الإمام أحمد عن زياد بن نعيم الحضرمي قال: قال رسول الله ﷺ: "أربع فرضهن الله في الإسلام، فمن أتى بثلاث لم يغنين عنه شيئا حتى يأتي بهن جميعا: الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج البيت" (١) .
وعن علي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله الحرام ولم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا" رواه الترمذي (٢) .
خاتمة: لم يذكر الجهاد في هذا الحديث، مع أن الجهاد من أفضل الأعمال، وأنجح وسيلة يتقرب بها العبد إلى الله ذي الجلال، وينال بها السعادة في الحال والمآل، والفوز ببلوغ السؤل والآمال، وأعظم ذلك الرضوان الأكبر في النعيم الذي لا يزال. فالآيات المحكمات بفضله شاهدة، والأحاديث الصحيحة في ذلك واردة.
قال الله تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء:٧٤) ﴿فَضَّل اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّل اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيما درَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ (النساء:٩٥-٩٦) .
_________
(١) رواه احمد (٤/٢٠٠-٢٠١) وإسناده مرسل كما قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (١/١٤٩) .
(٢) رواه الترمذي (٨١٢) وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله مجهول، والحارث يضعف في الحديث.
1 / 88