218

العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد

محقق

الدكتور/ مروان العطية

الناشر

مكتبة الثقافة الدينية

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٤م

قال: يسلم بأن يصلي، قال: صلاة الكافر لا تصح ولا يحكم بإسلامه بها، فانقطع أحمد وسكت.
مناظرة جرت بحرة الشافعي ﵁
...
مناظرة جرت بحضرة الشافعي ﵁ ١:
حكي أن الفضل بن الربيع٢ قال للشافعي: أحب أن أسمع مناظرتك مع الحسن بن زياد اللؤلؤي٣، فقال الشافعي: ليس هو في هذا الحد، ولكني أحضر بعض أصحابي حتى يكلمه بحضرتك، ثم أحضر الشافعي رجلا كوفيا كان على مذهب أبي حنيفة، ثم صار من أهل مذهب الشافعي، فلما دخل اللؤلؤي قال الكوفي: إن أهل المدينة ينكرون على أصحابنا بعض أقوالهم فأريد أن أسألك عنه، فقال اللؤلؤي: قل، فقال الكوفي: ما تقول في رجل قذف محصنة وهو في الصلاة؟ فقال: صلاته فاسدة، فقال: ما حال طهارته؟ قال: طهارته باقية، قال: ما تقول: إن ضحك في صلاته؟ قال: يعيد الطهارة والصلاة، فقال الكوفي: قذف المحصنات في الصلاة أيسر من الضحك فيها؟ قال: فوثب اللؤلؤي وأخذ نعله ومضى وقال: وضعنا في هذا، فضحك الفضل بن الربيع، فقال الشافعي: ألم أقل لك إنه ليس في هذا الحد.

١ طبقات الشافعية الكبرى ٢/ ٨٠.
٢ هو أبو العباس، الفضل بن الربيع بن يونس: وزير أديب حازم، كان أبوه وزيرا للمنصور العباسي، واستحجبه المنصور لما ولَّى أباه الوزارة، ثم أصبح وزيرا للرشيد بعد نكبة البرامكة، ثم وزيرا للأمين، ولما ظفر المأمون بالخلافة استتر الفضل، ثم عفا عنه المأمون، وأهمله بقية حياته، وتوفي بطوس سنة ٢٠٨هـ. تاريخ بغداد ١٢/ ٣٤٣.
٣ هو أبو علي، الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي: قاض، فقيه، من أصحاب أبي حنيفة أخذ عنه وسمع منه، وكان عالما بمذهبه بالرأي، نسبته إلى بيع اللؤلؤ، وهو من أهل الكوفة، نزل بغداد، وعلماء الحديث يطعنون في روايته، له مصنفات، وتوفي في سنة ٢٠٤هـ. تاريخ بغداد ٧/ ٣١٤.

1 / 241