العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

علي بن بالي منق ت. 992 هجري
104

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

الناشر

دار الكتاب العربي - بيروت

هل وقفة بجنوب قاع في النقى

يوما وهل عند الابيرق منزل

لله در الحب يستنقى به

وضر البصائر والغرائز تنبل

ودعتها والعين ترفل في الدما

والكبد حرى والفؤاد معلل

يا صاح ان السيل قد بلغ الزبى

ايه بذكراها بها اتعلل

ما لوعتي وتحنني الا لها

لولا هواها ما الدخول فحومل

تبدو نوازع عن صبابتها اذا

ازرت برياها الصبا والشمال

انى يواري الصب غلواء الهوى

والدمع جار والجوانح نحل

لم أنس ايام الوصال بذي غضى

اذ راح واشينا ودار السلسل

ما زال تنقص صبأتي وتصبري

في كل حين والتحنق يكمل

وحديث وجدي في الهوى متواتر

لكن دمعي مرسل ومسلسل

يا حسنها وجمالها ودلالها

شمس الظهيرة من سناها تأفل

ذاب الفؤاد من الجوى ومرامه

ريم برامة في الاباطح يرفل

ان طرفك الفتاك يجحد قتلتي

فلجحدك الفاني دليل فيصل

يا عاذلي لوذقت من برح النوى

وغرامها ما ذقت لم تك تعذل

وممن تعانى العلم والعمل وحصل وكمل فالتحق في شبابه بالمشايخ الكمل الشيخ محيي

الدين الشهير بيركيلو

كان رحمه الله من قصبة بالي كسرى وكان ابوه رجلا عالما من أصحاب الزوايا ولا غرو فيه فان في الزوايا خبايا ونشأ المرحوم في طلب المعارف والعلوم ووصل الى مجلس العظام ودخل محافل الكرام وعكف على التحصيل والافادة من الافاضل السادة منهم المولى محيي الدين المشتهر بأخي زاده وصار ملازما من المولى عبد الرحمن احد قضاة العسكر في عهد السلطان سليمان ثم غلب عليه الزهد والصلاح ولاح في جبينه آيات الفوز والفلاح فتحول عن مضايق الشكوك الى مسارح السلوك واتصل بخدمة المرشد السامي الشيخ عبد الله القرماني البيرامي فخدمه مدة بحسن الارادة واستفرغ مجهوده في الزهد والعبادة ثم امره شيخه بالعهود والاشتغال بمدارسة العلوم ومذاكرة المنطوق والمفهوم والتصدي للأمر

صفحة ٤٣٦