وتبغض أهل معصيته ففيك خير والله يحبك وإن كنت تبغض أهل طاعته وتحب أهل معصيته فليس فيك خير والله يبغضك والمرء مع من أحب.
ومن الحديث السابق أوجب العلماء في العبادات النية لأنها قد تقع لغير القربة كالتبرد وإزالة الوسخ في الوضوء والرياء فيه وفي غيره من العبادات بخلاف ما لا يقع إلا على وجه واحد وما هو مقصود الشارع مجرد حصوله كإزالة النجاسة وحفر القبر وتكفين الميت وإراقة الخمور ونحو ذلك فإن المقصود من إيجابه مجرد إيجاده لغرض أو مصلحة تتعلق به فعلى أي وجه وقع أجزأه لكنه لا يكون لفاعله ثواب على فعله إذا وقع بغير نية وإن أجزأه ولو نوى القربة أثيب لأنه يصير عبادة لأن الأعمال بالنيات كما تقدم
تفريع رفيع
ينبغي للعاقل الرشيد أن ينوي في كل أفعاله القربة ليثاب عليها لأن الباري سبحانه كريم يقبل الحيلة لكرمه بل هو الذي دلنا عليها ووضع لنا طرقها حيث إن جميع عباداتنا حيل على كرمه لغناه عنها وقد كلفنا بها فإذا أكل نوى بأكله القربة في تقوية جسمه على الصلاة والعبادة ودفع ضرر الجوع لأن دفع الضرر واجب وكذا إذا شرب أو لبس ليقي جسمه من الحر أو البرد أو نام ليدفع ضرر السهر ويقوم للصلاة نشيطا أو جامع ليكسر الشهوة الحيوانية ويقبل على ما يهمه من أمور آخرته ودنياه وعلى هذا لمنهج فيصير أفعال الإنسان كلها عبادة ويثاب عليها من جزيل كرم الله تعالى وهذا هو الرشد الكامل والتجارة التي لن تبور وفقنا الله لذلك بمنه ويمنه أنه جواد كريم
إتمام فيه اهتمام
صفحة ٧