العقد الفريد - الجزء1
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٤ هـ
مكان النشر
بيروت
ولا عاقبت للغضب. واستكفيت «١»، وأثبت «٢» على الغناء لا للهوى. وأودعت القلوب هيبة لم يشبها مقت «٣»، وودّا لم تشبه جرأة. وعممت بالقوت، ومنعت الفضول.
لأعرابي في وصف أمير
: وذكر أعرابي أميرا فقال: كان إذا ولى لم يطابق بين جفونه، وأرسل العيون على عيونه «٤»؛ فهو غائب عنهم شاهد معهم؛ فالمحسن راج والمسيء خائف.
وقال عمر بن الخطاب ﵁: لا يصلح لهذا الأمر إلا اللين في غير ضعف، القويّ في غير عنف.
بين الوليد بن عبد الملك وأبيه في السياسة
: وقال الوليد بن عبد الملك لأبيه: يا أبت، ما السياسة؟ قال: هيبة الخاصة مع صدق مودّتها واقتياد قلوب العامة بالإنصاف لها، واحتمال هفوات الصنائع «٥» .
لأرسطو طاليس يوصي الإسكندر
: وكتب أرسطو طاليس إلى الإسكندر: أملك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها، فإنّ طلبك ذلك منها بإحسانك أدوم بقاء منه باعتسافك «٦» . واعلم أنك إنما تملك الأبدان فاجمع لها القلوب بالمحبة؛ واعلم أن الرعية إذا قدرت أن تقول قدرت أن تفعل؛ فاجهد ألّا تقول تسلم من أن تفعل.
وقال أردشير لأصحابه: إني إنما أملك الأجساد لا النيّات، وأحكم بالعدل لا بالرضى، وأفحص عن الأعمال لا عن السرائر.
1 / 24