ليست هناك أخبار عن ساكتة.
الأحد 10 فبراير
في الصباح الباكر ربطت الكيس في فرشتي، وحملتهما إلى ظهر حماري. ركبت وانطلقت إلى بين القصرين، ثم قطعت الشارع الأعظم حتى نهايته. كانت الطريق مزدحمة على غير العادة بالمسافرين من جنود وأولاد بلد من أرباب الصنائع كالحدادين والنجارين.
اتجهت إلى العادلية حيث تجمعت عساكر الفرنساوية. ولحق بنا ساري عسكر ومعه عدد كبير من القادة. وكان هناك أيضا عدة من المدنيين من مترجمين وخدم وجمالين، وجماعة من التجار، والوجاقلية، ونصارى القبط والشوام.
تجولت بحماري وسط الجموع، ولمحت نفرا من علماء الفرنساوية بينهم مونج وبرتولليه وكبير المترجمين فنتور. وكانت هناك جمال كثيرة محملة بالمؤن من ذخيرة ودقيق وعليق وبقسماط ومياه.
لاحظت أن جنود الفرنساوية يرتدون ثيابا خفيفة لا تلائم البرد والمطر، وتتألف من قمصان وسراويل وسترات من الكتان. ومعهم أحمال كثيرة حتى الأسرة والفرش والحصير، ومحفات لنساء القادة والجواري البيض والسود والحبوش اللاتي أخذوهن من بيوت الأمراء، وقد تزيا أكثرهن بزي النساء الإفرنجيات.
وشاهدت فرقة من الجمال يقودها فرنساوية يرتدون الجلباب العربي، ويضعون العمامة فوق رءوسهم، سألت عنهم أحد الجنود فقال: ألم تسمع بعد؟ بونابرته سيختن ويضع العمامة ويتبع دين محمد. وضحك فأدركت أنه كان يمزح.
أمر القادة بالتحرك نحو الصالحية. وكنت في فريق المقدمة بينما بقي ساري عسكر خلفنا.
الإثنين 11 فبراير
لم نتوقف في الصالحية وإنما واصلنا السير حتى القرين وبلبيس. وزعوا علينا جراية اليوم وهي نصف رطل من الخبز ونصف أوقية من زيت الزيتون للفرد. كنت عازما على الصيام فاحتفظت بنصيبي حتى يحين موعد الإفطار.
صفحة غير معروفة