عبادة المبتلين، وقد ابتلى من الملائكة من ابتلى، فلم يعتصم بعصمة الله الوثقى بل استرسل للخشوع الذي كان أضعف منها وقد روينا عن أبى عبد الله " ع "، أنه قال: ان في الملائكة من باقة بقل خير منه والانبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه، وقد أقرمفضلو الملائكة بالتفاضل بينهم، كما أقر بالتفاضل بين ذوى الفضل من البشر، ومن قال أن الملائكة جنس من خلق الله عز وجل فقل فيهم العصاة، كهاروت وماروت، وكابليس اللعين إذ الابتلاء فيهم قليل، فليس ذلك بموجب أن يكون فاضلهم أفضل من فاضل البشر الذين جعل الله عز وجل الملائكة خدمهم إذا صاروا إلى دار المقامة التى ليس فيها حزن ولاهم لا نصب ولا سقم ولافقر. قال مفضلوا الملائكة عليهم السلام: ان الحسن البصري يقول ان هاروت وماروت علجان من أهل بابل، وانكر ان يكونا ملكين من الملائكة فلم تعترضوا علينا بالحجة بهما وبأبليس فتحتجون علينا بجني فيه. قال مفضلوا الانبياء والحجج عليهم السلام: ليس شذوذ قول الحسن عن جميع المفسرين من الامة بموجب ان يكون ما يقول كما يقول، وأنتم تعلمون ان الشئ لا يستثنى إلا من جنسه، وتعلمون ان الجن سموا جنا لاجتنانهم عن الرؤية إلا إذا ارادوا الترائى بما جعل الله عزوجل فيهم من القدرة على ذلك وان إبليس من صفوف الملائكة وغير جايز في كلام العرب ان يقول قائل جاءت الابل كلها إلا حمارا، ووردت البقر كلها إلا فرسا، فابليس من جنس ما استثنى. وقول الحسن: في هاروت وماروت، بانهما علجان من أهل بابل شذوذ شذ به عن جميع أهل التفسير، وقول الله عزوجل يكذبه إذ قال: (وما أنزل على الملكين) بفتح اللام - ببابل هاروت وماروت فليس في قولكم عن قول الحسن فرج لكم فدعوا ما لافايدة فيه من علة، ولا عايدة من حجة. قال مفضلو الملائكة عليهم السلام: قد علمتم ما للملائكة في كتاب الله تعالى
--- [ 26 ]
صفحة ٢٥