قرع جرس، فقام الرئيس خطيبا، فقال:
أيها الإخوان، هنا اجتمعنا اليوم لنقرر ما يدفع عنا صرخات ذلك الشعب الثقيل الذي لا يريد إلا أن يكون صاحب الأمر والنهي، لا يلوي على أي سيد كان.
ونحن إنما نسينا ذلك المثل العربي القائل: «لا تطعم العبد الكراع فيطمع في نيل الذراع.»
فنحن بيدنا زعزعنا مراكزنا، وآثرنا عليها ذلك الحيوان الممقوت، فقد أعطيناه ما أراد، فظن أننا طوع أمره، فطلب الزيادة، وجب إذن أيها الإخوان إيقافه عند حده خيفة أن يمتد لهيبه المحرق، فيزعزع الملكية والنبلاء، ويهدم ما شيده أجدادنا (تصفيق حاد من الشمال).
فكرت في ذلك أنا ورفاقي - أولو الأمر وأصحاب السيادة في وطننا العزيز - فوجدنا أن خير قانون هو معاقبة أي قوزاقي اشتبه فيه محرضا لاجتماع أن يسجن خمسة شهور، وإن أراد أن يفدي نفسه فيدفع خمسمائة روبل لحكومة جلالة الملك، فهل أنتم موافقون؟
نعم موافقون، نعم موافقون (حزب الشمال).
كلا، إن ذلك قاتل مجحف (بعض حزب اليمين).
وهنا قام أحد أعضاء حزب اليمين جون سوبيسكي فقال: أيها الرئيس، أيها الإخوان، إن ذلك القانون الذي أخرجه جناب الرئيس وزملاؤه ووافقتهم أنتم عليه لأنه موافق لمصلحتكم قاتل لغيركم، قاتل للشعب، قاتل لذلك الملك الذي ينقلب بالإرهاق شيطانا.
فهل فكرتم كلكم في أن مراكزكم التي أنتم فيها لم تحفظ وأن أموالكم لم تبق، وأن حياتكم لم تسلم، إلا لأن الشعب هادئ لا يحرك ساكنا؟ ألا وشرف بولاندا إن نفخة واحدة في تلك النار المدفونة لكافية أن تكشف عنها الرماد؛ فنرى رجلا ككروميل يمثل على مرسح البلاد البولاندية رواية شارل الثاني (ضجيج تافف).
اسكت، اسكت، لا نريد أن تتكلم (حزب الشمال). (سوبسيكي في وسط الصخب) دعوني أتكلم أيها الإخوان؛ فتروا صحة كلامي حتى إذا مت يوما ما وذكرتم اسمي ترحمتم على فرد يسوؤه انحلال بولاندا.
صفحة غير معروفة