تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

كيليب إفريت ت. 1450 هجري
82

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

تصانيف

خالص مودتي إليك

المخلص المحب

تشارلز داروين

من تشارلز داروين إلى جيه إس هنزلو

ديفنبورت، 3 ديسمبر 1831

عزيزي هنزلو

أكتب إليك في وقت متأخر من المساء، وأنا، الليلة، سأبيت على متن السفينة. سنبحر يوم الاثنين بكل تأكيد؛ لذا يمكنك أن تدرك ما نحن فيه جميعا من ارتباك شديد. لو أنك سمعت ما يتحدث به الضباط من تعجب، لظننت أننا لم نعرف بالأمر إلا منذ أسبوع على أكثر تقدير. إنني «متفاجئ» أيضا مثلهم ولا أدري ما الذي يجب أن أفعله في مثل هذه الجلبة؛ فالأشياء التي يجب فعلها لا تنتهي. إنني أتطلع إلى أي شيء ولو حتى دوار البحر بشيء من الرضا؛ فأي شيء سيكون أفضل من هذه الحالة من القلق. إنني ممتن للغاية لخطابك الأخير وما تبديه فيه من عطف ومودة. إنني أحب أن أطلب منك النصيحة دوما، وإنني لا أجد فيمن حسن حظي بمعرفتهم، من هو أقدر منك على بذلها. تذكر حين تكتب لي أنني تلميذك وأنه من واجبك أن ترشدني.

والآن، سوف أخبرك باتجاهي؛ سوف نتجه أولا إلى ريو، لكن إن كنت سترسل إلي خطابا في أول يوم ثلاثاء (حين تبحر الباخرة) في فبراير موجها إلى مونتي فيديو، فسوف يسرني ذلك كثيرا؛ فسوف أستمتع كثيرا بمعرفة القليل من أخبار كامبريدج. ما أروعك يا جامعتي القديمة العزيزة المسكينة! إنني جدير بأن أكون ابنا لك، حين يتعلق الأمر بالعاطفة. لا يزال لدي القليل لأكتبه ... لا يمكنني أن أنهي هذا الخطاب دون أن أخبرك بمدى امتناني لما أبديته تجاهي من لطف خلال حياتي في كامبريدج؛ إذ يعود الفضل إليك في القدر الأكبر الذي حظيت به منها من السرور والمنفعة. إنني أشتاق للقائنا مجددا، وإلى ذلك الحين، لك مني خالص مودتي يا عزيزي هنزلو.

صديقك المحب والمخلص

تشارلز داروين

صفحة غير معروفة