231

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

تصانيف

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون، 5 يوليو [1858]

عزيزي هوكر

لقد صرنا في سعادة أكبر وذعر أقل الآن بعد أن أرسلنا كل الأطفال من المنزل، وسوف ننقل هنرييتا، بمجرد أن تستطيع المشي. سقمت الممرضة الأولى بتقرح الحلق وتقيح اللوزتين، والثانية مريضة الآن بالحمى القرمزية، لكنها تتعافى، حمدا للرب. لك أن تتخيل كم كنا وجلين. لقد كانا أسبوعين في غاية الشقاء. أشكرك شكرا جزيلا على خطابك، الذي أخبرتني فيه أن كل شيء جرى بنجاح في الجمعية اللينية. أرجو أن تسمح لي مرة أخرى أن أخبرك بدرجة إحساسي بجزالة كرمك وكرم لايل في هذا الموقف. لكنني، في الواقع، أشعر بالخزي لأنكما اضطررتما لتضييع وقتكما بسبب مسألة الأسبقية. سأكون متلهفا لرؤية بروفات الطباعة. وأنا لا أدري مطلقا ما إن كان خطابي إلى آسا جراي سيطبع أم لا؛ أعتقد أنه لن يطبع، وخطابك فقط هو الذي سيطبع؛ لكنني لا أبالي مطلقا، وأترك لك أنت ولايل كامل الحرية في هذا الشأن.

أستطيع بسهولة إعداد نبذة عن كامل عملي، لكن يشق علي أن أرى طريقة لجعلها بأسلوب علمي بحيث يمكن نشرها في دورية، دون إعطاء حقائق، وهو ما سيكون مستحيلا. بالتأكيد، لا يمكن للنبذة أن تكون قصيرة جدا، فهل تستطيع أن تعطيني أي فكرة عن عدد الصفحات التي قد تتيحها الدورية لي في هذا الشأن؟

بعد عودتي للمنزل مباشرة، سأبدأ في تقليص النبذة لتناسب قدر المساحة المتاحة. إن رفضها الحكام لعدم دقتها العلمية، فربما أستطيع نشرها على هيئة كتيب.

فيما يتعلق بملخصي الكبير [الخاص بعام 1844]، هلا أرسلته متى تيسر ذلك قبل أن تغادر إنجلترا، إلى العنوان المرفق؟ إن لم تغادر قبل العاشر من أغسطس، فسأفضل أن تظل معك. أرجو أن تكون سطرت مآخذك على مخطوطتي حول الأجناس الكبيرة، إلخ، بما يضمن تذكرها؛ إذ سأكون في غاية الأسف لو خسرتها. إنني لا أرى أملا في لقائنا إن سافرت في الفترة المقبلة. ونشكرك بصدق على دعوتك للانضمام إليك؛ فلا يسعني تخيل شيء أكثر متعة من ذلك؛ إلا أن أطفالنا أضعف حالا من أن نتركهم بمفردهم؛ لذا سأكون مجرد عبء بلا فائدة.

أخيرا، قلت إنك سوف تكتب إلى والاس؛ لا شك أنني أود ذلك بشدة؛ حيث إن ذلك سيعفيني تماما من الحرج: فإن بعثت إلي بخطابك، محكم الغلق، فسأرسله مع خطابي، لمعرفتي بالعنوان، وما إلى ذلك.

هلا أرسلت لي متى تيسر ذلك ردا بآرائك حول طول نبذتي؟

إن رأيت لايل، فهلا أخبرته كم أنا ممتن حقا لتكرمه بالاهتمام بموضوعي؟ لا بد أن تعلم أنني أراه من الهام جدا لاستقبال نظرية عدم ثبات الأنواع أن يبدي أعظم عالم جيولوجيا وعالم نبات في إنجلترا «أي نوع من الاهتمام» بالموضوع: إنني على يقين أن هذا سيساهم كثيرا في القضاء على الأحكام المسبقة.

صفحة غير معروفة