تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
تصانيف
بالمناسبة، لم أخبرك بأي شيء عن ساوثامبتون. لقد استمتعنا (أنا وزوجتي) بالأسبوع الذي قضيناه هناك إلى أقصى درجة؛ كانت كل الأبحاث مملة، لكنني التقيت العديد من الأصدقاء وكونت الكثير من المعارف الجديدة (من علماء التاريخ الطبيعي الإيرلنديين على وجه الخصوص)، وذهبت في العديد من الجولات الممتعة. أتمنى لو كنت معنا هناك. في يوم الأحد ذهبنا في رحلة ممتعة للغاية إلى وينتشستر مع فالكونر [هيو فالكونر (1809-1865)، الذي عرف في المقام الأول بصفته عالم حفريات، رغم أنه عمل كعالم نبات طوال حياته المهنية في الهند؛ حيث كان أيضا طبيبا في شركة الهند الشرقية] والكولونيل سابين [الراحل السير إدوارد سابين، الرئيس السابق للجمعية الملكية، ومؤلف سلسلة طويلة من الأبحاث حول المغناطيسية الأرضية] والدكتور روبينسون [الراحل الدكتور توماس رومني روبينسون، من مرصد آرما]، وآخرين. لم أستمتع في حياتي استمتاعي بذلك اليوم. إلا أنني افتقدت رؤية إتش واطسون [الراحل هيويت كوتريل واطسون، مؤلف «النباتات البريطانية وعلاقتها الجغرافية»، الذي يعد من ضمن سلسلة كتب مهمة للغاية عن طبوغرافيا الجزر البريطانية والتوزيع الجغرافي لنباتاتها.] أعتقد أنك عرفت أنه التقى فوربس وأخبره أن له مقالا قاسيا منشور عنه. ونما إلى علمي أن فوربس أوضح له أنه ليس له مبرر للشكوى، لكن حيث إن المقال طبع، فهو لن يسحبه، لكنه عرض على فوربس أن يلحق به ملحوظات، وهو ما رفضه فوربس بطبيعة الحال ...
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
داون، 7 أبريل [1847؟]
عزيزي هوكر
كان لا بد أن أكتب إليك قبل الآن، لولا أنني كنت مريضا على نحو شبه دائم طوال الفترة السابقة، حتى إنني حاليا أعاني من أربع بثور وتورمات، وهي التي تجعلني إحداها بالكاد قادرا على استخدام ساعدي الأيمن، مما منعني عن العمل تماما، وأحبط حماسي كلية. شعرت بخيبة أمل كبيرة لما فاتتني رحلتي إلى كيو، ومما ضاعف من شعوري هذا أنني نسيت أنك ستكون بعيدا طوال هذا الشهر؛ لكنني لم يكن لدي اختيار، وقد لازمت الفراش تقريبا طوال يومي الجمعة والسبت. أهنئك على تحسن فرصك في الهند [إذ غادر هوكر إنجلترا في رحلة إلى الهيمالايا والتبت في 11 نوفمبر، 1847. كانت البعثة مدعمة بمنحة صغيرة من وزارة الخزانة، وبذلك اكتسبت صفة المهمة الحكومية]، ولكنني في الوقت نفسه يجب أن أحزن لذلك؛ فسوف أشعر بالضياع تماما دونك؛ إذ سأفتقد مناقشتي لك فيما يتعلق بنقاط عديدة، وتوضيحي لك (لسوء حظك) لصعوبات فرضياتي حول الأنواع والاعتراضات عليها. سيكون من العار الشديد أن يوقف المال بعثتك؛ لكن لا بد أن الحكومة سوف تساعدك إلى حد ما ... رحلتك الحالية، مع آرائك الجديدة، وسط البقايا النباتية الموجودة في طبقات تكون الفحم، ستكون شائقة جدا. إذا أتيحت لك فسحة من الوقت؛ «فقط في هذه الحالة»، فسيسرني أن أسمع بعض الأخبار عما تحرزه من تقدم. ستصير رحلتك الحالية موفقة إذا ذهبت إلى أي من مناطق استخراج الفحم في الهند. ألن يكون هذا أمرا جيدا للتباهي به أمام الحكومة؛ إذ سيقدر النفعيون هذا. بالمناسبة، سأطلب منك بعض الأمور حول سلالات الحيوانات المستأنسة في الهند ...
من تشارلز داروين إلى إل جينينز (بلومفيلد)
داون [1847]
عزيزي جينينز
إنني في غاية الامتنان على الروزنامة الصغيرة الرائعة؛ فقد تصادف أنني كنت أتوق للحصول على واحدة حتى أحتفظ بها في حقيبة أوراقي. [إن الروزنامة الصغيرة المشار إليها هنا قد نشرت لأول مرة عام 1843، باسم «روزنامة جيب علماء التاريخ الطبيعي» للسيد فان فورست، وقد حررتها له. وكانت موجهة بنحو خاص لأولئك المهتمين بالظواهر الدورية للحيوانات والنباتات، وهي التي أدرجت قائمة مختارة منها تحت كل شهر من شهور العام.] لم أر هذا النوع قط من قبل، وسوف أحصل على واحدة بالتأكيد في المستقبل. أعتقد أنه من الممتع للغاية أن تكون لديك قبالة عينيك قائمة بترتيب نمو النباتات والحيوانات حولك؛ فهذا من شأنه إعطاء إثارة جديدة لكل يوم طيب. لكن ثمة شيئا أود أن يجرى له تحسين صغير؛ ألا وهو تصحيح الوقت ليكون على فترات زمنية أقصر؛ فإنني أشك أن أغلب الناس الذين لديهم مزاول مثلي سيرغبون في دقة تتعدى هامش الدقائق الثلاث. إنني دائما ما أشتري الروزنامة التي تكلفني شلنا من أجل ذلك «فقط». بالمناسبة، «روزنامتك» - أقصد، روزنامة فان فورست - باهظة الثمن جدا؛ لا بد، على الأقل، أن تعفى من رسوم البريد مقابل الشلن ثمنها. ألا تعتقد أن وجود جدول (وليس قواعد) للتحويل من المقاييس، وربما الأوزان، الفرنسية إلى الإنجليزية، سيكون مفيدا فائدة كبرى؛ وكذلك من الدرجات المئوية إلى الفهرنهايت، - قدرات العدسات على التكبير وفقا للمسافات البؤرية؟ في الواقع قد تجعلها هكذا أعظم منشورات العصر فائدة. إنني أعلم أكثر ما سأرغب فيه على الإطلاق، وهو وجود ملحوظات جوية لكل شهر، مع بيان تقريبي لمسار الرياح وتوقعات الطقس، حسب حركات البارومتر. أعتقد أن الناس دائما ما يستمتعون بمعرفة درجات الحرارة القصوى والمتوسطة في الفترات الزمنية المقابلة في السنوات الأخرى.
أرجو أن تستمر في هذا الأمر لعام آخر. أشكرك شكرا جزيلا يا عزيزي جينينز.
صفحة غير معروفة