141

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

تصانيف

كان أبوك يقيم بنية فوقية عريضة على الأسس التي وضعتها حقائق العلوم الجيولوجية والبيولوجية المعترف بها. لقد اكتسب تدريبا عمليا كبيرا في الجغرافيا الطبيعية والجيولوجيا البحتة، والتوزيع الجغرافي وعلم الحفريات أثناء رحلة «البيجل». وهكذا توصل من المعرفة التي لديه لطريقة الحصول على مواد خام هذه الفروع من العلم؛ ومن ثم، كان يستطيع الحكم بكفاءة شديدة على ما يمكنه التخمين بشأنها. وما كان يحتاجه بعد عودته إلى إنجلترا هو الحصول على معرفة موازية بالتشريح والنمو، وعلاقتهما بعلم التصنيف، وقد اكتسب هذا من خلال دراسته لهدابيات الأرجل.

من ثم، لا تكمن قيمة أفرودة هدابيات الأرجل، من وجهة نظري، في أنها وحسب عمل جدير جدا بالتقدير، شكلت إضافة كبيرة للمعرفة الوضعية، ولكن أيضا يكمن الجزء الأكبر من قيمتها في أنها كانت عملا ناتجا عن انضباط نقدي، تجلت آثاره في كل ما كتبه أبوك فيما بعد، ووفر عليه أخطاء لا نهاية لها في التفاصيل.

لذا بعيدا عن أن هذا العمل كان مضيعة للوقت، أعتقد أنه كان سيصبح جديرا بما أنفقه فيه لو كان بالإمكان أن يكمله بدراسة خاصة في علم الأجنة وعلم وظائف الأعضاء. بذلك كان سيصبح أشد تمرسا حين أتى لكتابة فصول متنوعة من كتاب «أصل الأنواع». لكن بالطبع كان عثوره على فرص للقيام بهذا شبه مستحيل في تلك الأيام.

لا يمكن لأحد أن ينظر للمجلدين اللذين كتبهما والدي عن هدابيات الأرجل الحديثة، اللذين بلغ عدد صفحاتهما 399 و684 على التوالي (ناهيك عن المجلدين اللذين كتبهما عن الأنواع المتحفرة منها) دون أن ينبهر بالكم الهائل من التفاصيل المتضمنة. الأربعون لوحة، التي تحتوي بعضها على ثلاثين شكلا، وصفحات الفهرس الأربع عشرة في المجلدين معا، تعطي فكرة بسيطة عن المجهود الذي بذل في العمل.

5

كانت حالة المعرفة فيما يخص هدابيات الأرجل، غير مرضية تماما في الوقت الذي بدأ أبي فيه دراستها. من الجدير بالذكر، كمثال على هذه الحقيقة، أنه اضطر لإعادة ترتيب مسميات المجموعة، أو على حد قوله «وجد أنه من الضروري إعطاء أسماء لعدة صمامات، ولبعض الأجزاء الأكثر دقة في هدابيات الأرجل.»

6

وإنه من المثير أن نعرف من مذكراته حجم الوقت الذي أعطاه للأجناس المختلفة؛ فقد انشغل بجنس الخملوس

Chthamalus ، الذي يشغل وصفه ستا وثلاثين صفحة، لمدة ستة وثلاثين يوما، بينما استغرق جنس الكورونولا

Coronula

صفحة غير معروفة