46

صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها

الناشر

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الجيزة - مصر

تصانيف

وبعبارة أخرى: فيه إضعاف الروح المعنوية للمسلمين ... كقول بعض الخطباء: «أمريكا تفعل ما تشاء، ونحن لا نقدر أن نفعل شيئًا»! ! «أعداء الإسلام يلعبون بمقدراتنا، ويتحكمون بمصائرنا»! ! إنها -والله- لكلمة كبيرة تهتز من هَوْلِهَا السماوات والأرض .. لا يَجِدُ العاقل تعليقًا عليها أفضل من قوله تعالى: ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾ [الكهف: ٥]. فإن الذي يتحكم بمصيرنا هو الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الأمر، وله الحكم، وإليه ترجع الأمور كلها، لا إلى غيره. فنعوذ بالله ممن ركب منابر المسلمين -أو أُركب- وهو لا يجيد سوى تفخيم العبارات، وتمطيط الكلمات، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ثالثًا: دَبُّ الوهن، واليأس، والقنوط، في قلوب المسلمين، فضلًا عَمَّا هُمْ عليه من وهن، ويأس، وضعف في الإيمان. مما يزيد الأمر وهنًا على وهنٍ. رابعًا: إضعافُ الإيمانِ بالله تعالى، والثقةِ به، والتوكلِ عليه، وأنه القادر على كل شيء، وأنه القاهر فوق كل شيء. خامسًا: فيه تزكية للنفس .. بمعنى: أننا قد استكملنا شروط النصر، واستحققنا التمكين، ولكن غُلِبْنَا بقوة الكفار، وشدة بأسهم، لا بسبب ضعفنا

1 / 46