صفات الطائفة المنصورة ومفاهمها
الناشر
مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
الجيزة - مصر
تصانيف
ومن روائع لفتات ابن عباس ﵁ في التفسير عند قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ [الأنعام: ٦٥]:
قال: «أما العذاب من فوقكم فأئمة السوء، وأما العذاب من تحت أرجلكم فَخَدَمُ السوء، وفي رواية: سفلتكم» (١).
وقال ابن خيرة -وكان من أصحاب علي ﵁: «جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعسر في اللذة، قيل: وما التعسر في اللذة؟ قال: لا يصادف لذة حلال إلا جاءه من ينغصه إياها» (٢).
وذكر ابن الجوزي: «أن رجلًا نظر إلى غلام نصراني حسن الوجه، فقال له الإمام أحمد: أَيْشِ وقوفك هنا؟ قال: يا عَمِّ تُرى هذه الصورة تُعَذَّبُ في النار؟
فضرب بيده بين كتفيه، وقال: لَتَجِدَنَّ غِبَّهَا، ولو بعد حين، فقلت: فوجدت غِبَّهَا بعد أربعين سنة، أُنْسِيتُ القرآن» (٣).
هل للمعاصي أثر خفي:
ومما يلفت النظر حقًّا، ويستدعي التأمل والدراسة، ما للذنوب من أثر عميق في النفوس، والمجتمع، والأمة،
(١) أخرجه ابن جرير (١١/ ٤١٨)، من طريقين عن ابن عباس ﵁. (٢) عزاه ابن كثير عند قوله تعالى: «فأرسلنا عليهم سيل العرم» (٣/ ٥٣٣) لابن أبي حاتم. (٣) تلبيس إبليس (٢٧٦).
1 / 39