فأتاه رجل فقال:
ما كان النبي ﷺ يُسِرُّ إليك؟ [وفي رواية: «أَخَصَّكُمْ رسول الله ﷺ بشيء»؟] قال: فغضب، وقال: ما كان النبي ﷺ يُسِرُّ إِلَيَّ شيئًا يكتمه الناس [وفي رواية: «ما خَصَّنَا رسول الله ﷺ بشيء لم يَعُمَّ الناس كافة»]، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع، قال: فقال: ما هُنَّ يا أمير المؤمنين؟ قال: قال: «لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى مُحْدِثًا، ولعن الله من غَيَّرَ المنار» (١).
بل حَذَّرَ رسول الله ﷺ من الوليمة المخصصة بطبقة دون طبقة، فقال: «شَرُّ الطعام طعامُ الوليمة يُدْعَى إليها الأغنياء، ويُترك المساكين» (٢).
هذا حكم مَنْ خَصَّ بطعامه طبقة دون طبقة، فكيف بمن يخصص دعوة، أو علمًا بقوم دون قوم؟ !
إن الحزبية مرفوضة في دين الله حتى في الطعام، وحتى في القرآن.
لا تَسْوِيغَ مع النص:
واعلم أننا مهما قَدَّمْنَا من مسوغات، وتأويلات، وأعذار في جواز التخصيص، فلن تكون هذه الأعذار مقبولة؛ ذلك لأنه ما خالف مخالفٌ إلا سَوَّغَ واعتذر.