فإنما يهب باكخوس (ديونيسوس) عطاياه في مقتبل الخريف،
فلقد حدد الله المواسم
وهيأ لكل موسم عمله الخاص،
ولا تملك قوة أن تفسد النظام الذي قدره
وهكذا؛ لأن طريق العصيان والعسف يحيد عن الصراط السوي،
فإن مآله الفشل والوبال. «إذن دعني أولا أتفحص حالتك النفسية وأختبرها ببضعة أسئلة بسيطة؛ لعلي بذلك أقف على أفضل طريقة لعلاجك.»
فأجبتها: «سلي ما شئت، وسوف أجيب.»
قالت: «هل ترى أن هذا العالم تسيره المصادفة والأحداث العشوائية، أو تعتقد أنه ينطوي على مبدأ عقلي ما؟»
قلت: «حاشاي أن أعتقد أن أحداثا على هذا الاطراد المنتظم يمكن أن تكون وليدة المصادفة والاتفاق، إنما أؤمن أن الله الخالق يسهر على خلقه، ولا أراني أحيد يوما عن هذا الاعتقاد ما حييت.»
قالت: «هذا حق، بل هو بعينه ما كنت تشدو به للتو عندما كنت تتحسر على أن بني البشر وحدهم من لا تشملهم عناية الإله، إن اعتقادك لراسخ بأن كل شيء آخر محكوم بالعقل، وإنني لأعجب كيف يصيبك المرض مع هذا الرأي السليم، ولكن دعني أمضي بالفحص إلى ما هو أعمق، إنني ليغلبني حس بأن ثمة شيئا مفقودا بشكل ما، قل لي إذن: ما دمت لا تشك البتة في أن الله يحكم العالم، فما هي، في رأيك، المبادئ التي يسير بها العالم؟»
صفحة غير معروفة