واصطلح على عجز الغلام الظاهر وشفقة الأب الباطن. فأوليت حماده ظهري وخرجت من الغرفة كلها إلى ردهة مجاورة، ورأتنى لولو مستندا إلى الحائط، وأصابعى تنكف الدمع فخفت إلى، وسألتنى: «مالك؟ هل حدث شىء»؟
وجمعتنى، وضمتنى إليها، فدفنت وجهى فى بطنها، وتركت الدموع تنهمر.
وأحست أنى هدأت فرفعتنى عنها ومسحت لى وجهى.
انتحت بى ناحية وسألتنى: «خبرنى ماذا جرى»؟
قلت: «زعم حماده أنى كالبنت بشعرى وصوتى».
قالت: «اخص عليه، وفى عيد ميلادك أيضا»!
قلت: «المصيبة أنه مصيب. فإن شعرى وصوتى يبدوان حتى لى أنا كما وصف».
قالت: «بل هو قليل الأدب».
فقالت البطانة المحجوبة عن عينيها بلسان الظهارة الصبيانية التى يسمونها سونه: «لا، لا، لا، لا تقولى هذا. إنه ولد طيب. وقد رباه والداه فأحسنا تربيته. صدقينى فإنى أعرف».
قالت: «بل أنت الطيب لا هو. يشتمك فى بيتك، وينغص عليك عيدك ... هل هذا من حسن الادب والتربية»؟
صفحة غير معروفة