العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم

ابن الوزير ت. 840 هجري
58

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم

محقق

شعيب الأرنؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

بيروت

ومن وقف على ما أفحمتَ به ذلك المعتدي (١) من الحق الذي استحلفت فيه بالإعجاز والتحدي علم أن بينه وبينَ النفثات النبوية أسبابًا (٢) شريفة لا تُحل عقودها، ولا تُضاع حقوقها، ورحمًا بلها ببلالها، وبادر إلى صلتها ووصالها، لقد أبقى نورًا في وجه الزمان، وسرورًا في قلوب أهل الإيمان، وقلدت جيدَ السنة منة وأي منة، أصبح شخصُك ملموحًا بأعين البصائر، وحديثُك (٣) ملتقطًا بأسماع الضمائر والمنة. في ذلك المصنف على عامة أهل الملة وخاصة أعيان هذه النحلة، فحق على الكل أن يعرفوا حقه إن كانت لهم أفهام تقدره حق قدره، وأن يستضيئوا بنوره إن كانت لهم أبصار تثبت للنور فجره، وأرى لهم أن يكتبوا (٤) أنفاسه إن كانت الأنفاس مما يكتب سمع الدعاء (٥) إلى الفلاح فوثب، وقلب الله قلبه إلى الحق فانقلب من غير ترهيب استفزه، ولا ترغيب هزه، ولا محاسدة اعترته ولا مناظرة غيرته بل توفيق مِن الله (٦) إلهي، وإلهام سماوي سهل عليه مفارقةَ العادة وما نشأ عليه بدءًا وإعادة، وإن أمرًا هذا أوله، فعواقبه عن النجاح مسفرة، وقصدًا هذا مبتلؤه، فمغارسُه مثمرة. وإني لأرجو الله حَتَّى كأَنَّنِي ... أَرى بجميلِ الظَّنِّ ما اللهُ صانِعُ ومن جواب محمد بن إبراهيم الوزير عليه: - ومِنْ عَجَبٍ لم أقضِه مِنه أنَّه ... توهَّمني في العلم سامي المراتب

(١) في نسخة المتعدي. (٢) في نسخة أنسابًا. (٣) في نسخة ودرك. (٤) في نسخة وأن يكبتوا أنفاسه إن كانت الأنفاس مما يكبت. (٥) في نسخة النداء. (٦) في نسخة توفيق الهي.

1 / 59