112

العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم

محقق

شعيب الأرنؤوط

الناشر

مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م

مكان النشر

بيروت

مجالات الاستفادة مما سَخَّرَ الله للإنسان هذا الكائن المكرم .. ووجد الانسان في: * انظروا ماذا في السموات والأرض. * أفلا تعقلون .. * أفلا تتفكرون .. * يا أولي الألباب .. * لآيات لأولي النُّهى .. * ﴿وهو الذي خلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرْضِ جميعًا﴾ .. ﴿وسَخَّرَ لَكُم مَا فِي السَّموَات وَمَا فِي الأَرْضِ جَميعًا منه﴾ .. وجد الإنسان في ذلك آفاقًا لا نهائية لمجالات التقدم الرائع المذهل. إن الفلسفة التائهة لا يُمكن أن تصل إلا إلى متناقضات متعددة أما معرفة الحق سبحانه، فيستطيع العقل السليم أن يصل إليها عن طريق آياته المعجزة في هذا الكون، فإذا أرادت العقول أن تُقحم أداتَها المحدودة في اللامحدود، فلن تربح إلا عَنَاءَ السفر على حد تعبير " ابن ابي الحديد " .. إن أسلوبَ الإنسان يرْسُفُ في الضعف والهوى، ولم يترك الله الإنسان لضعفه وهواه، فبعث إليه الأنبياء معهم الهدى والنور، لذلك فإن الأسلوب الإلهي هو الحجةُ البالغة، والدليل الحاسم المُتَّسِق مع نظرة الإنسان التي لا يبتعد الإنسانُ عنها إلا مكابرة أو عنادًا. هكذا رأى محمد بن إبراهيم الوزير أن كتاب ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان هو الصيحةُ في وجه الأفكار الفلسفية التي لم يكن من نتيجتها:

1 / 113