العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
الناشر
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
والأدلة القوية، فتذكرت الأنصار ذلك وانقادت إليه، وبايعوا أبا بكر الصديق ﵁ (١) .
وقال أبو بكر لأسامة: انفذ لأمر رسول الله ﷺ، فقال عمر: كيف ترسل هذا الجيش والعرب قد اضطربت عليك!؟ فقال: لو لعبت الكلاب بخلاخيل نساء المدينة، ما رددت جيش أنفذه رسول الله ﷺ (٢) .
_________
(١) نقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٥: ٢٤٧) من حديث الأمام أحمد عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (ابن أخت أمير المؤمنين عثمان) خطبة أبي بكر في سقيفة بني ساعدة، ومنها قوله: لقد علمتم أن رسول الله ﷺ قال: " لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار " ولقد علمت يا سعد أن رسول الله ﷺ قال وأنت قاعد: " قريش ولاة هذا الأمر: فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم "، فقال له سعد: " صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء ".
(٢) نقل الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦: ٣٠٥) عن الحافظ أبي بكر البيهقي حديث محمد بن يوسف الفريابي الحافظ (قال البخاري: كان أفضل أهل زمانه)، عن عياد بن كثير الرملي أحد شيوخه (قال ابن المديني: كان ثقة لا بأس به) عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج (أحد التابعين، توفي بالإسكندرية) عن أبي هريرة قال: " والله الذي لا إله إلا هو، لولا أبو بكر استخلف ما عبد الله " ثم قال الثانية، ثم قال الثالثة. فقيل له: مه يا أبا هريرة. فقال: إن رسول الله ﷺ وجه إسامة بن زيد في سبعمائة إلى الشام، فلما نزل بذي خشب قبض رسول الله ﷺ، وارتدت العرب حول المدينة. فاجتمع إليه أصحاب رسول الله ﷺ فقالوا: يا أبا بكر، رد هؤلاء، توجه هؤلاء إلى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة؟ ! فقال: " والذي لا إله غيره، لو جرت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله ﷺ ما رددت جيشا وجهه رسول الله، ولا حللت لواء عقده رسول الله ". فوجه إسامة، فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا: لولا أن لهؤلاء قوة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم، فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام.
1 / 45