============================================================
وروى عن عيسى عليه السلام أنه قال : (إن الله تعالى ييفض الضحاك من فير عجب، والمشاء فى غير أرب) وذكر فرق بين المداعية والمزاح، فقيل : المداعبة ما لا يغضب جده، والمزاح ما يغشب چده وقد جعل أبو ضيفة، رحمه الله، القهقهة فى الصلاة من الذثب. وحكم يبطلان الوضوء بها، وقال: يقوم الإثم مقام خروج الخارج فالاعتدال فى المزاح والضحك لا يتأتى إلا إذا خلص وخرج من مضيق الخوف والقبض والهيية: فإنه يتقوم بكل مضيق من هذه المضايق يعض التقويم، فيعتدل الحال فيه ويستقيم، فالبسط والرجاء ينشيان المزاح والضيحك، والخوف والقبض يحكمان فيه بالعدل ومن أخلاق الصوفية : ترك التكلف ، وذلك أن التكلف تصنع وتعمل وتمايل على النفس لأجل الناس، وذلك يباين حال الصوفية وفى بعضه خفى منازعة للأقدار، وعدم الرضا بما قسم الجبار.
ويقال: التصوف ترك التكلف، ويقال : التكلف تخلف، وهو تخلف عن شأو الصادقين.
روى أنس بن مالك قال: شهدت وليمة لرسول الله ما قيها خبز ولا لحم .
وروى عن جاير: أنه أتاه ناس من أصحابه فأتاهم بخبز وخل وقال: كلوا فبإنى سمعت رسول الله يقول: وانعم الإدام الخل) وعن سقيان بن سلمة قال : دخلت على (سلمان الفارسى) فأخرج إلى خسبؤا وملحا وقال : كل، لولا أن رسول الله نهانا أن يتكلف أحد لأحد لتكلفت لك.
والتكلف مذموم فى جميع الأشياء ، كالتكلف بالملبوس للناس من غير نية فيه، والتكلف فى الكلام ، وزيادة التملق الذى صار دأب أهل الزمان ، فما يكاد يسلم من ذلك الا آحاد وأفراد. وكم من متملق لا يعرف أنه تملق ولا يفطن له، فقد يتملق الشخص إلى حذ يخرجه إلى صريح لنفاق ، وهو مباين لحال الصوفى.
أخيرنا الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن على، قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى، قال : أخبرنا أبو تصر الترياقى قال : اخبرثا أبو محمد الجراحى، قال:
صفحة ٨٤