============================================================
244 ثم إن الناس مختلفون فى الروح الذى سثل رسول الله فقال قوم: هو جبرائيل وتقل عن أمير المؤمنين على رفى الله عنه أنه قال: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه ولكل وجه منه سبعون ألف لسان، ولكل لسان منه سبعون ألف لغة يسبح الله تعالى بتلك اللغات كلها، ويخلق من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة.
وروى عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما: أن الروح خلق من خلق الله، صورهم على صورة بنى آدم، وما نزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح.
وقال أبو صالح: الروح كهيئة الإنسان، وليسوا بناس وقال مجاهد: الروح على صورة بنى أدم، لهم أيد، وأرجل، ورعوس، ياكلون الطعام وليسوا بملائكة.
وقال سعيد بن جبير: لم يخلق الله خلقا أعظم من الروح غير العرش، ولو شاء أن يبلغ السموات والأرضين السبع فى لقمة لفعل، صورة خلقه على صورة الملائكة، وصورة وجهه على صورة الأدميين، يقوم يوم القيامة عن يمين العرش، والملائكة معسه فى صسف واحد.
وهو ممن يشفع لأهل التوحيد. ولو لا أن بينه وبين الملائكة سترا من نور لحرق أهل السموات من توره.
فهذه الأقاويل لا تكون إلا نقلا وسماعا، بلغهم عن رسول الله ذلك.
وإذا كان الروح المسئول عنه شيئا من هذا المنقول فهو غير الروح الذى فى الجسد، فعلى هذا يسوغ القول فى هذا الروح، ولا يكون الكلام فيه ممنوغا.
وقال بعضهم: الروح لطيفة تسرى من الله تعالى إلى أماكن معروفة لا يعبر عنه بأكثر من موچود بايچاد غيره.
وقال بعضهم: الروح لم يخرج من "كن) لأنه لو خرج من ((كن) كان عليه الذل، قيل: فمن أى شىء خرج؟ قال: من بين جماله وجلاله سبحان وتعالى بملاحظة الإشارة خصا بسلامه، وحياها بكلامه، قهى معتقة من ذل ((كن) وسئل أيو سعيد الخراز عن الروح: مخلوقة هى؟ قال: نعم، ولولا ذلك ما أقررت بالربوبية حيث قال: (بلى)، والروح هى التى قام يها البدن واستحق يها اسم الحيساة، وبالروح ثبت العقل، وبالروح قامت الحجة، ولو لم يكن الروح كان العقل معطلا لا حجة عليه ولا له.
صفحة ٢٤٣