232

============================================================

فقال: إن لم تبرهم فلا تؤذهم، وان لم تسرهم فلا تسؤهم.

ويهذا الإسناد قال أبو عبد الله: لا تضيع حق أخيك يما بينك وبيته من المودة والصداقة، فإن الله تعالى فرض لكل مؤمن حقوقا لم يضيعها إلا من لم يراع حقوق الله عليه: ومن حقوق الصحبة: أنه إذا وقع فرقة ومباينة لا يذكر أخاه إلا بخير وقيل: كان لبعضهم زوجة، وكان يعلم منها ما يكره، فكسان يقال له استخبارا عن حالها، فيقول: لا ينبغى للرجل أن يقول فى أهله إلا خيزا، فقارقها وطلقها، فاستخير عن ذلك، فقال: امرأة بعدت عثى، وليست مثى فى شىء ، كيف أذكرها؟

وهذا من التخلق بأخلاق الله تعالى، إنه سيحانه يظهر الجميل ويستر القبيح.

وإذا وجد من أحدهما ما يوجب التقاطع، فهل يبغضه أم لا؟

اختلف القول فى ذلك: كان أبو ذر يقول: إذا انقلب عما كان عليه أبغضه من حيث أحييته.

وقال غيره: لا يبغض الأخ بعد الصحبة، ولكن يبغض عمله، قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: (فإن عصؤك فقل الى برىء وما تعملون)(1) ولم يقل إنى برىء منكم.

وقيل: كان شاب يلازم مجالس أبى الدرداء، وكان أيو الدرداء يميزه على غيره، فابثلى الشاب بكبسيرة من الكيائر، وانتهى إلى أبى الدرداء مسا كان منه، فقيل له: لو أبعدته وهجرته!ا فقال: سبحان الله، لا يترك الصاحب بشىء كان منه.

قيل: الصداقة لحمة كلحمة النسب.

وقيل لحكيم مرة: أيما أحب إليك: أخوك أو صديقك؟ فقال: اتما أحب أخى إذا كان صديقى.

وهذا الخلاف فى المقارقة ظاهرا وباطئا، وأما الملازمة باطنا إذا وقعت المباينسة ظاهرا فتختلف باختلاف الأشخاص، ولا يطلق القول فيه إطلاقا من غير تفصيل؛ فمن الناس من كان تغيره رجوغا عن الله وظهور حكم سوء السابقة، فيجب يغضه، وموافقة الحق يه (1) آية رقم 216 من سورة الشعراء.

صفحة ٢٣٢