============================================================
134 اللباب الفنامن والقنلاثنون فى ذكر آداب الصلاة وأسرارها أحسن آداب المصلى : أن لا يكون مشغول القلب بشىء قل أو كثر ، لأن الأكياس لم يرفضوا الدنيا إلا ليقيموا الصلاة كما أمروا، لأن الدنيا وأشغالها لما كانت شاغلة للقلب رفضوها غيرة على محل المناجاة، ورغية فى أوطان القربات، وإذعائا بالباطن لرب البريات ، لأن حضور الصلاة بالظاهر إذعان الظاهر : (وفراغ القلب فى الصلاة عما سوى الله تعالى إذعان الباطن) قلم يروا حضور الظاهر وتخلف الباطن حتى لا يختل إذعائهم فتتخرم عبوديهم فيجتتب آن يكون باطنه مرتهنا يشىء ، ويدخل الصلاة.
وقيل: من فقه الرجل أن يبدأ بقضاء حاجته قبل الصلاة، ولهذا ورد : (إذا حضر العشاء والعشاء فقدموا العشاء على العشاء).
ولا يصلى وهو (حاقن) يطالبه البول ، ولا (حازق) يطالبه الغائط. والحزق أيضا: ضيق الخف.
ولا يصلى أيضا وخقه ضيق يشغل قلبه، فقد قيل : (لا رأى لحاذق) قيل : الذى يكون معه ضيق.
وفى الجملة ليس من الأدب أن يصلى وعنده ما يغير مزاج باطنه عن الاعتدال كهذه الأشياء التى ذكرناها والاهتمام المفرط، والغضب، وفى الخبر: (لا يدخل أحدكم فى الصلاة وهو مقطب، ولا يصلين أحدكم وهو غضبان) فلا ينبغى للعبد أن يتلبس بالصلاة إلا وهو على أتم الهيئات، وأحسن لبسة المصلى سكون الأطراف وعدم الالتفات ، والإطراق ، ووضع اليمين على الشمال، فما أحسنها من هيئة عبد ذليل واقف بين يدى ملك عزيز، وفى رخصة الشرع دون الثلاث حركات متواليات جائز، وأرباب العزيمة يتركون الحركة فى الصلاة جملة : وقد حركت يدى فى الصلاة وعندى شخص من الصالحين، فلما انصرفت من الصلاة أنكر على وقسال: عندنا أن العبد إذا وقف فى الصلاة ينبغى آن يبقى جماذا مجمدا، لا يتحرك منه شىء وقد جاء فى الخبر:
صفحة ١٣٣