والحق إن شاء الله تعالى إن حب علي (عليه السلام) مطلقا علامة الرسوخ الإيمان في قلب المحب وبغضه علامة وجود النفاق فيه خصوصية فيه كما هي في أخيه النبي (صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آلهما) ويؤيد هذا قوله تعالى { وأنفسنا وأنفسكم } وقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((علي مني وأنا من علي. الحديث)) وما يشابه هذا وقد جاء في الصحيح عن علي (عليه السلام) قوله: ((لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ولو صببت الدنيا بجملتها في حجر المنافق على أن يحيني ما أحبني وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي الأمي: إنه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق)).اه
ولهذا الحديث وما في معناه طرق عديدة تفيد القطع بثبوته.
فلما ذكرناه نرى أن الشيخ غفر الله لنا وله لم يقصد ما هو مؤدى قوله آنفا ولكنها الغفلة لاستشعاره جلالة من وثق النواصب غالبا ووهن الشيعة مطلقا وعكس الأمر.
وياليت الشيخ حين أراد الاعتذار عن القوم اعتذر بغير ما ذكره كما لو أن النفاق أنواع ومراتب: نفاق كفر ونفاق عمل ونفاق حمية وبعضها أهون من بعض وإن كان هذا العذر أوهن من بيت العنكبوت !!.
ثم قال الشيخ رحمه الله ((لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بالعكس)).اه
وأقول: ليس هذا من هذا الباب فإن عليا (عليه السلام) لم يسيء إلى أحد من مبغضيه ومن قتله علي من آباء مبغضيه وقراباتهم فإنما قتله الحق ونفذ فيه علي (عليه السلام) أمر الله جل جلاله وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو في قتله لهم محسن مستحق لشكر أولئك الذين أبغضوه.
صفحة ٢٤