عودة من مهجره
في سنة 1338ه تم له العزم على الرحيل من سنغافورة بعد أن أقام بها السنين المتعددة فأرسل بعض عائلته إلى مكة ثم في سنة 1339ه أرسل بقية العائلة ولحقهم بعد ذلك أثناء السنة نفسها ولبث مقيما معهم ستة أشهر ثم رحل بجميع أهله من الحجاز إلى المكلا في شهر صفر سنة 1340ه فكان منزله بها مودا للضيف والأديب والعالم وقد أقام بالمكلا مدة ليست بالقليلة وهو يصارح في أغلب مجالسه ويطالب بإصلاح حضرموت ويبدي وجهة نظره في الإصلاح وكيفياته بكل جلاء ووضوح فكان يصارح السلطان والوزير والموظف والتاجر ومن يجيء إليه من الأعيان وينتقد الحالة الحاضرة انتقادا ظاهرا واضحا فيحدث في بعض الأحيان شيء من التألم من جراء مرارة الانتقاد، حتى تحول أخيرا في سنة 1347ه بين زوبعة من الضجيج إلى عدن فتحركت البلاد لقدومه ولإقامته بها فكان المنزل الذي سكنه أشبه بمكتب استفتاء ومعهد وناد أدبي وإدارة تحرير في آن واحد يدرس عنده الطالب ويجيء إليه السائل والمستفهم ويرد عليه المناظر والمجادل وتنعقد مجالس الأدب والظروف ومنضدته الخاصة تتكدس عليها الأوراق فيلازمها في وقت معين من كل يوم للإجابة على الرسائل الواردة من مختلف الأنحاء، علاوة على ما هو متعهد به على نفسه من المطالعة في أغلب الليالي مع التقاييد التي يضبطها في كتابه ثمرات المطالعة
وفي سنة 1349ه تحول من عدن إلى الحديدة وظل بها حتى توفي داره في سنغافورة
صفحة ٣