وقد زالت ولله الحمد الموانع عن إظهار الحق فلم يبق عذر في إخفائه للعالم به فكتبت هذه الأوراق لتكون تذكرة لي ولأمثالي وسميتها: (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل) واشترط على كل من يقف عليها أن يفحص ما أنقله وما أقوله فيها ويعرضه قبل اعتقاده والعمل به على محكم كتاب الله جل جلاله وعلى صحيح سنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يقبل من ذلك ما شهدا له بالصحبة وينبذ غيره وليعذرني العالم الخبير في التقصير الكثير فإني مقر ومعترف بقلة البضاعة وكثرة الإضاعة وبأني طفيلي في هذه الصناعة ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
ويشتمل هذا الكتاب على مقدمة وستة أبواب وتكميل وخاتمة ففي المقدمة نرد توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعي مطلقا ونوضح بطلان ما اعتمدوه من ذلك وفي الأبواب نذكر نموذجا مما أوردوه من جرحهم بعض أئمة أهل البيت الطاهر وأتباعهم وما يقابل ذلك من تعديلهم أعداء آل بيت النبي (ص) وأذنابهم مع نكات تذكر استطرادا وفي التكميل نذكر شيئا مما قالوه فيمن عادى أو ذم بعض من يجلونه وفي الخاتمة نعتذر لبعض من تقدم في أخذهم بالتقية
ولم أقصد بما أورده في هذه الوريقات ترجمة من أذكرهم أو التعريف بهم وذكر ما لهم وعليهم فلذلك لم أذكر هنا كل ما ذكروه عنهم ولم أبين نتيجة لذلك الجرح وصحته أو بطلانه أو الاختلاف في ذلك فمن أراد هذا فليطلبه من مظانه وما قصدي إلا تنبيه الغافل وتذكير العاقل ليتولى بنفسه تدقيق البحث عن حال من يريد أن يجعل روايته حجة فيما يدين به ربه جل وعلا ويرتضيه أمام يوم المدعى كل أناس بإمامهم ولا يكون كالأعمى تتقاذفه الأهواء الذي يحتقب دينه الرجال تنبيه
صفحة ١٣