العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل

السيد محمد بن عقيل ت. 1350 هجري
101

العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل

وإن وجدتهم قد غضبوا أحيانا على بعض من يعادي أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) فابحث جيدا يتبين لك جليا أن غضبهم لم يكن من أجل علي وأهل البيت بل لبغض ذلك الشاني بعض من يجلونهم ويتعصبون لهم مع بغضه عليا فهم في الحقيقة إنما بغضوه وطعنوا فيه لذلك خاصة فافهم انظر رحمك الله تجدهم إذا أوردوا الأحاديث في مناقب غير أهل البيت تجنبوا التعمق في نقد رجال الأسانيد وتساهلوا ما بدا لهم وقالوا يقبل في المناقب ونحوها ما سوى الموضوع أو ما يقاربه

ثم تجدهم يحملون ألفاظ متون تلك الأحاديث ما لا تحتمله من المعاني بل قد يزعمون دلالتهم على ما لا يقبله سياقها وما تدل القرائن القوية على عدم إرادة قائل تلك الألفاظ تلك المعاني المتكلفة

زعموا أن في الحديث (مروا رجلا أو مروا أبا بكر فليصل بالناس * حجة باهرة على ترشيحه للخلافة وفي الحديث (إن لم تجديني إلخ) دلالة ظاهرة على تعينه لها إلى ما يطول الكتاب بذكره من نحو ذلك

قابل بين هذا وبين صنيعهم حين يوردون أحاديث مناقب علي أو العترة أو شيعتهم تجدهم يتعمقون ويتعنتون في نقد رجال الأسانيد ويتطلبون جرحهم بكل حيلة أو وسيلة ولو بذكر جرح مبهم غير مفسر مع قولهم برده أو بقبول الجرح من المخالف في العقيدة مع قولهم ببطلان فإن عجزوا عن ذلك قالوا في الأسناد رجل شيعي فلا يلتفت إليه ولقد عملوا أن مناظر الإنسان نظيره فلو قال لهم شيعي فيما يحتجون به من مناقب الأئمة في السند رجل سني فلا يلتفت إليه فضلا عما فيه من هو منحرف أتراهم ينصفونه فيقبلون حجته فلا تبقى لهم عليه حجة أم يعدلون إلى نحو أم يعدلون إلى نحو قول القائل يجوز لنا معشر القضاة ما لا يجوز لغيرنا...

صفحة ١٠٥