وكان للسريان في عهد الإمارات الصليبية حظوة في أعين ولاة الأمور، وكان إقليرسهم متضلعا من الآداب السريانية والعربية واليونانية،
11
وانضم أطباؤهم وصيادلتهم إلى الجيوش والمعسكرات الصليبية، وانحصرت بيدهم أعمال الترجمة في الدوائر التي أعجبت ابن جبير بترتيبها وحسن معاملتها.
12
هوامش
الفصل العاشر
السريان وملوك السلجوقيين والتتر
كان للسريان شعب غفير في الأمصار التي دوخها السلجوقيون والمغول أي التتر في بلاد المشرق، وأصبح ذلك مدعاة إلى وجود علاقات بين أئمتهم وبين ملوك السلجوقيين والتتر، وقد انتهج أئمة السريان خطة رشيدة في عملهم استعطافا لخاطر أولئك الملوك؛ دفعا للرزايا لا عن السريان فقط، بل عن سائر الشعوب المجاورة لهم.
وممن اشتهر بين السريان يومئذ: الحكيم أبو سالم النصراني اليعقوبي الملطي المعروف بابن كرابا، خدم السلطان علاء الدين كيقباذ (1219-1236) وتقدم عنده، وكان أهلا لمجلسه لفصاحة لهجته في اللسان الرومي، ومعرفته بأيام الناس وسير السلاطين، وكان السلطان لا يصبر عنه ساعة.
1
صفحة غير معروفة