واحتفل عزت بدخول سمير الكتاب فأهدى الجلسة خروفا مشويا وصينية بسبوسة. وكانت ليلة لا تنسى، لا للمناسبة السعيدة وحدها، ولكن لخبر جديد جاء به رمضان الزيني. قال: رأيت أمس ما لا عين رأت.
فتطلعت إليه الأعين الناعسة، فقال: مر بالدرب الأحمر سيرك اللاوندي فذهبت إليه، بدأ العرض بالتمثيل، رأيت الممثلة والممثل. من هما فيما تظنان؟
قال له صوت مازحا: أمك وأبوك.
ولكنه استمر دون مبالاة: بدرية المناويشي وحمدون عجرمة!
وتصايح القوم: غير معقول.
أما عزت فقد اندلق فوق رأسه جردل ماء مثلج. فتح عينيه نصف المغمضتين فرأى الماضي متجسدا متسربلا بالانفعالات العنيفة.
وقال رمضان مسرورا بما أثار من اهتمام: بلحمهما ودمهما. - يا للفضيحة!
وقال رمضان: ما يبدأ بالهرب ينتهي في السيرك.
وتعاقبت التعليقات كالسموم، ورجع الماضي إلى عزت كأنما لم يغادره دقيقة واحدة لا سبع سنوات كاملة أو تزيد، ورغما عنه تمتم: يا لها من نهاية!
قال رمضان: صممت على إحراجه فقابلته. - لا شك أنه انزوى؟ - أبدا ... ضحك ... رحب بي. إنه الاستهتار نفسه.
صفحة غير معروفة