وتلقته عين بنظرة متفحصة ومشفقة، تمتمت: مباركة عليك رحلة الرجولة.
فقال بفتور: يا له من مكان ثقيل. - عليك أن تحبه، هو الذي يجعل منك رجلا محترما .
فقال بتأفف: جلست على الحصيرة كالآخرين. - كلنا أبناء آدم وحواء، والمجتهد هو الأفضل؛ لذلك وضعت في منديلك طعاما كأطعمة الآخرين، وطعامك الآن ينتظرك، لا تنفر من أحد.
فقال مجاراة لها: عرفت كثيرين. - حقا ... اذكر لي بعضهم. - حمدون عجرمة. - آه ... ولد يتيم يعيش مع خالته، وهي ست مستورة وطيبة. من أيضا؟
فصمت في حيرة ثم قال: هو فقط! - كثيرون، ولكنهم تمخضوا عن واحد فقط! وكم عدد البنات؟ - أربع. - جديدات عليك؟ - إلا واحدة. - سيدة؟ - نعم ... وعرفت اسم أخرى عند مناداتها؛ بدرية المناويشي. - آه ... بنت أم رمضان، لعلها آخر العنقود من آخر زوج، لقد تزوجت أمها خمس مرات أو أكثر.
فتساءل باهتمام: لها خمسة أزواج في وقت واحد؟
فضحكت عين وقالت: سوف تتعلم أن المرأة لا يكون لها إلا زوج واحد، ولكنها قد تتزوج من آخر إذا طلقت.
فسألها باهتمام متزايد: هل تتزوجين أنت أيضا من آخر؟ - كلا. - لماذا؟ - لأني لا أريد ... والآن هلم كل لقمة تسند قلبك.
وقبيل المساء جاءت خادمة تعلن قدوم صبي يدعى حمدون عجرمة.
5
صفحة غير معروفة