قال ضاحكا: لو كان بإمكانك إنجاب بنت ولا ولد ولا حتى فأر لأنجبت، فأنت متزوج منذ عشر سنوات من أجمل امرأة في العاصمة كلها، وأقول لك بصراحة يا أمين، أنت ما راجل، أنت زيك زي أخواتك والناس دي كلها عارفة كدا، وأول الشهود نوار.
قال موجها حديثه لنوار: يا نوار، أمين دا راجل؟
قالت بكل وقاحة ودون تفكير وهي تنظر إلي في أم عيني: لا والله، الرجالة في وادي وهو في وادي، زي أخواته تماما ويمكن أخواته رشا ورشيدة وديل أرجل منه.
غضبت غضبا أفقدني السيطرة على نفسي، وفي ذاتي أعرف أنهما كاذبان، وأريد أن أؤكد لهما الآن في ذات اللحظة أنني رجل، ولكن كيف؟ كيف يؤكد الرجل رجولته! - أنا ما راجل، يا نوار؟
قالت وهي تنظر في أم عيني بمقلتين باردتين لا تعبران عن شيء إطلاقا: بالتأكيد، أنت يا أمين محمد أحمد، اللي طلقتك قبل شوية، اللي قدامي دا هسع، ما راجل بكل ما تعنيه الكلمة من معاني، أنت عنين وعاجز عجزا كاملا، وأنت عارف الحقيقة دي جيدا. - أنا ما راجل؟
قال الشيخ وهو يضحك بكل ما أوتي من قوة وسعة فم وبمتعة خاصة، وهو يضغط الطفلة على صدره الضخم: عشان كدا أنا ما كنت خايف على سابا منك ... لكن أنت كمان كترت المسألة، عايز تاخدها معاك لأستراليا وأوروبا، تذكرني بالطواوشة الذين يقيمون في الحريم مع نسوان السلاطين. ثم أضاف في استغراب: وتقول عندك بنت كمان، اختشي يا ابني، اختشي!
قالت لي نوار وهي تنهض وتبدو فتنتها في العيان تتبختر بملبسها القصير: يمكنك أن ترحل الآن، أنا طلقتك.
ثم أضافت في سخرية وانتقام مرين: ولمان تكمل العدة بتاعتك عليك الله قول لي عشان أرسل ليك القسيمة مع مرتضى «الود المحامي».
حاولت أن أفعل أية فعلة، ولكني عجزت، عجزت حتى من مجرد انتصاب صغير تافه أمام هذين الكلبين لأثبت لهما رجولتي، حقيقة لقد اختفى شيء عن الوجود تماما، وأحسست بأنني امرأة يطلقها رجلها الآن، ولا أدري كيف تمثل لي الشيخ طه وكأنه الزوج الذي طلقني.
القديسة: سهير حسان
صفحة غير معروفة