قالت وقد اصفر وجهها وجلا: «كيف تتركينه وفيه ثروتك وأنت صاحبة الأمر والنهي فيه؟!»
قالت والحزم باد في محياها: «لا تهمني الثروة ولا الأمر والنهي، وما الفائدة من الجدران والأشجار والأحجار؟ ليست السعادة بهذه الأمور.»
فأدركت أنها تشير إلى ما تخشاه من مطامع الأفشين وهي بعيدة عن ضرغام، فقالت: «إذا كان ذلك الرجل قد أساء إليك فانبذيه نبذ النواة. لا تعيريه التفاتة فأنت سيدة في قصرك ولن يجرؤ على إخراجك منه.»
فنظرت إليها شزرا وقالت: «هل هو يريدني أن أبقى فيه وأنا التي أطلب الذهاب.»
قالت: «كيف تذهبين يا سيدتي وإلى أين؟»
فأطرقت ثم قالت: «إني ذاهبة. نعم ذاهبة ... لا محالة. وأما أنت فامكثي هنا!»
فقطعت خيزران كلامها وقالت وهي تشرق بدموعها: «أنا أبقى؟! وماذا أفعل هنا من غيرك؟ إني بين يديك حيثما تذهبين. وإنما أردت أن أعلم الجهة التي تقصدين.»
قالت: «إني ذاهبة إلى العراق.»
قالت: «إنك تقولين ما يسهل لفظه ويصعب فعله، أتعلمين المسافة بيننا وبين العراق؟»
قالت: «لا أعلم، ولكني سأذهب إليها.»
صفحة غير معروفة