قال: «كلا يا سيدتي؛ ولذلك سررت بقدومكم، وقد تشرفت بمرور مولاتنا جهان فإذا فاتنا الأضياف فهي خير من ألف ضيف.»
فقالت: «وهل يمر بكم المسافرون دائما؟»
قال: «نعم يا سيدتي؛ لأن القادم من أشروسنة أو خوكند أو بخارى قاصدا إلى المشرق لا بد له من أن يمر بنا بعد اجتيازه النهر. ثم يذهب إلى فرغانة أو إلى غيرها. وكثيرا ما تمر بنا قوافل التجار قادمة من الهند أو التبت أو الصين قاصدة إلى بلاد الروم، أو راجعة منها إلى بلادهم.»
فنظرت إلى جهان وكلمتها بالفارسية - وأكرة تلك البلاد يتكلمون الشاغطائية أي التركية القديمة - وقالت لها: «ألا ترين أن نمكث هنا ريثما يمر ضرغام إذا كان لا بد من مروره؟ أليس ذلك أفضل من أن نقصده هناك وقد نسير إليه من طريق ويأتي هو من طريق آخر فلا نلتقي؟»
فلم تجب ولكن ظهر على ملامح وجهها أنها رضيت. فقالت لخيزران: «ائذني للرجل في أن يقدم لنا شيئا نأكله.»
فقالت: «وكيف نطلب الطعام بعد أن رفضناه؟»
قالت: «أنا أطلبه بأسلوب معقول. والتفتت إلى الرجل وقالت بلغته: «ألا تبيعون خيلا للذبح؟»
قال: «كلا يا سيدتي؛ لأننا نربي الأفراس للبن ولا نذبحها إلا متى عجزت وقل لبنها.»
قالت: «وإذا أردتم مهرا للذبح كيف تفعلون؟»
قال: «نترصد قطيعا من الخيل مارا من هنا فنشتري منه ما شئنا.»
صفحة غير معروفة