لست متأكدة بسبب زاوية الرؤية، ولكنني أعتقد أنني رأيته يأخذ شيئا من الدرج ويضعه في حقيبته.
فتساءل البك وهو مضطرب بطريقة لم ترها من قبل: «ما هو؟ هل هو قلم أم خطاب أم ورقة؟»
شعرت إلينورا بوخز الندم يجتاحها حتى أخمص قدميها، ورأت أمامها جبلا من العواقب غير المقصودة، جبلا يتداعى تحتها. وللحظة رغبت في أن تتراجع، لكنها لم تستطع، فقد خرج السر منها، وكان عليها أن تخبر البك بكل شيء.
بدت كما لو كانت ورقة، أو ربما بضع ورقات، رزمة صغيرة.
ودون أن يتفوه البك بكلمة أخرى، خطا بخطوات سريعة نزولا من القاعة الرئيسة إلى المكتبة، وتبعته إلينورا ببضع خطوات.
قال البك عندما وصلا وهو يجلس إلى مكتب الكولونيل: «أي درج هو؟ هل تذكرين؟»
فأشارت إلى الدرج العلوي، ونقب البك فيه، وعندما لم يجد ما كان يبحث عنه أزال محتويات الدرج بالكامل. وضع الأوراق على المكتب، ونظر فيها واحدة تلو الأخرى. وعندما انتهى من فحص كل الأوراق، دفن رأسه بين يديه. «لم يكن علي أن أثق به، عميد كلية روبرت يعرض علي تعليم فتاة صغيرة!»
وقفت إلينورا عند المكتب بينما كان البك يتمتم بكلام غير مفهوم ورأسه بين ذراعيه. انتابها شعور بالسقوط في الهاوية، وأن العالم يتهاوى بإرادتها الحرة. وفجأة رفع البك رأسه وأمسكها من كتفيها، ونظر بقوة في عينيها. «هل أنت على يقين تام من أنك رأيته يأخذ ورقة من هذا الدرج؟»
فهزت رأسها وهي تتحاشى النظر إلى عينيه اللامعتين بقسوة. «إنه أمر غاية في الخطورة، وإذا كان ما تقولين صحيحا فلن نتمكن من استضافته في المنزل تحت أي ظرف بعد الآن، ويجب أن تنتهي دروسك، وعلينا أن نقطع كل العلاقات معه.»
توقف البك وأرخى قبضته عنها، وبدا أنه تمالك نفسه. «وفي الوقت نفسه، يجب أن تنتبهي إلى ألا تشهدي شهادة زور، فهي طبقا للنبي محمد على الأقل إحدى الكبائر الأربع.»
صفحة غير معروفة