العالم 2: العالم السيكولوجي الذاتي، عالم الخبرة الذاتية الواعية وغير الواعية، العقل، الذهن. (3)
العالم 3: عالم منتجات العقل البشري من لغة ونظريات وأساطير ومشكلات ولوحات وكتب وسيمفونيات وسيارات وطائرات وحواسب (الجانب الفكري المثالي التجريدي من كل ذلك).
24
هذا العالم الأخير العالم 3 هو الإضافة الحقيقية التي أضافتها بوبر إلى تصور العالم. إنه عالم «موضوعي»
Objective
بمعنى أنه مستقل عن عقول العالم 2 التي أنتجته، و«واقعي»
Real
لأنه يدفع الناس إلى إنتاج أشياء وإنجاز أفعال تؤثر على العالم 1 المادي الملموس.
وحين يقول بوبر إن العالم 3 هو عالم موضوعي فإنه يعني ما يقول رغم ما يبدو في ذلك من غرابة لأول وهلة. فأشياء العالم 3 هي من إنتاج الفكر الإنساني «العالم 2»، غير أنها ما إن تتم صياغتها حتى يصبح لها وضع موضوعي يتجاوز الذات، وتصبح «ملكا» بشريا قائما برأسه، تصبح معرفة بشرية «بغير ذات عارفة». إنها مستقلة عن وعينا ولكنها لا يمكن أن تتجسد إلا من خلاله. إننا نقابل هذا «التجسيد» في البحث العلمي وفي أعمال الفن (التمثال مثلا ينتمي إلى العالم 1، ولكن فكرته هي من العالم 3). كذلك تتصف موضوعات العالم 3 بأنها «واقعية»، حتى إن بلغت من التجريد غايته. فمشكلة تناقص ورود الأعداد الصماء على سبيل المثال هي مشكلة حقيقية أو «واقعية» حتى في غياب أي إنسان، وهي واقعية بنفس المعنى الذي ستعد به قمة إفرست واقعية حتى لو يبلغها إنسان قط. (7) العالم 3 ومشكلة العقل-الجسم
العالم 3 إذن عالم «واقعي»
صفحة غير معروفة