Indeterminism ، ويرى أن التغيير إنما ينتج عن محاولاتنا نحن لحل مشكلاتنا، وأن محاولاتنا لحل مشكلاتنا تتوقف على أشياء لا يمكن التنبؤ بها، منها: الاختيار، الصدفة، التطور، إلخ. ونحن مسئولون، من بين هذه الأشياء، عن اختيارنا. فإذا كان هناك مسير حقيقي للتاريخ فإنه نحن! نحن الذين نسير التاريخ: في تفاعلنا بعضنا مع بعض، ومع البيئة المادية (التي نحن، بوصفنا جنسا من الكائنات، لم نخلقها)، ومع العالم 3 (الذي نحن - بوصفنا جنسا - صنعناه، غير أن كلا منه يرثه ولا يملك أن يغير فيه إلا قليلا). نحن الذين نسير التاريخ، ونجسد فيه غاياتنا، ونسبغ عليه ما نشاء من المعنى.
من هذا المنطلق يهاجم بوبر جميع النظريات التاريخانية، وقد خص الماركسية بأعتى هجماته. ذلك أنها الأكثر نفوذا في العالم الحديث، وأنها هي التي تدعي أن التاريخ يمضي وفقا لقوانين علمية، وأننا بمعرفة هذه القوانين (والتي تزودنا بهذه الماركسية) يمكن أن نتنبأ بالمستقبل. (18) تفنيد المذهب التاريخي
قدر العلوم الإنسانية أنها اختصت بدراسة آثار كائن حر مريد تقف القوانين السببية عنده مستأذنة وتتحدد نتائجه بيقين الحتمية مضروبا في «لا يقين» الحرية!
إنه المخلوق الخالق الذي يوجد خارج واقعه وخارج ماهيته.
إنه الكائن الذي يدخل «الوعي» في نسيج العالم.
ويجلب «القيمة» إلى باحة الخليقة.
ويسبغ «المعنى» على صمت الكون.
ويفرز «عدما» من حوله
34
في قلب الوجود الشيئي المكتمل.
صفحة غير معروفة