============================================================
قوامها فتبقى تلك العروق من جهة ظهور فيض القلب عليها ولا تبقى جهة انعكاس آثار النفس إليه، وهي جهة الظاهر عود إلى الباطن لانقلاعها من تلك الجهة.
وذلك لصيرورة نفسه مطمئنة غير أمارة، فلا ينتقل منها إليه إلا مثل ما فاض عليها منه، فيصير القلب حييذ سليما من كذورات النفس، فإذا دخلت العروق غرقت وغرق كلامك فلا تصل المشتبكة بالقلب من النفس لانقلاعها وعدم بقائها من تلك الجهة فلا يصل إلى القلب سلطانك، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: إن عبادى ليس لك عليهة سلطن4 [الإسراء: 65]. انتهى والله أعلم بحقائق الآمور.
حال المحبوب المراد: وبالجملة فالمحبوب المراد سواء كان محبا أولا متداركا آخرا بالجذبة أو محبوبا أولا متداركا آخرا بعد الجذبة بالسلوك سلم قلبه من هذه العروق المشتبكة، وانشرح صدره الذي هو محل نفسه لخلؤه عن هذه العروق
الجاذبة إلى مضيق التعلق بعالم الحس ولان جلده فصار قلبه يطيع الروح لاتحادوجهه معه في الصعود إلى العالم العلوي: وإن كان القلب مفيضا من آحد وجهيه إلى النفس ما يستفيضه من ذلك ، فإن ذلك لا يمنعه عن صعوده، وصارت نفسه الأمارة تطيم القلب إذا تخلصت عن صفاته الآمارية بالنور الفائض على النهج الخالص من القلب السليم، ولانت النفس بالنور الفائض من القلب بعد آن كانت جامدة مائلة إلى السفليات، أمارة بالسوء مستضعبة في الصعود إلى الجانب العلوي، ولان الجلد بحيث يسهل عليه قبول التشكل بالعبادات للين
صفحة ٦٢