============================================================
فرصة لكن العبد كثيرا ما يبصره بأقل ذكر قال الله تعالى: إن الذيب ائقوا إذا مسهم طكيف من الشيطن تذكروا فإذا هم مبصرون ) [الأعراف: 201]. والذكر موجب للنور الموجب للإبصار ونور الذكر يتقيه الشيطان كائقاء أحدنا النار وقد قال : "إن ذكر الله تعالى في جنب الشيطان كالأكلة في جنب ابن آدم"(1)، وقد قيل: إذا تمكن الذكر من القلب كلما دنى منه الشيطان صرع فتجتمع عليه الشياطين فيقول بعضهم لبعض ما لهذا فيقال
مسه الإنس، ولعظمة سر الذكر أنه إذا توهم السالك أنه أكل طعاما فيه حرام أو شبهة وكان كذلك في نفس الآمر ثم اشتغل بالذكر بعد ذلك آذاب سر الذكر جميع ذلك فاعلمه فإنه ينفعك في هذا الزمان المبارك وأما إذا اشود قلب العبد كله بحيث علاه الرين فلا يبصر العبد الشيطان أصلا سواء تعينت له جهة أو لا فيشتبه عليه الأمر وذلك عند عدم كمال التقوى والزهد كما قال "إن العبد إذا أذتب ذنبا نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل فإن عاد زيد فيه حتى يعلو قلبه الرين"(2).
قال الله تعالى: كلا بل ران على قلوبهم ما كائوا يكسبون ) [المطففين: 14). فالواجب على العبد آن يبادر إلى التوبة فورا إذا وقع في الذتب وإلا علا قلبه الرين الموجب للكفر والعياذ بالله تعالى منه، ولا يترك التوبة موافقة (1) رواه الديلمي في مسند الفردوس (2: 207 - 208) من حديث ابن عباس مرفوغا وفي إسناده العلاء بن مسلمة رموه بالوضع ، ورواه أبو تعيم في تاريخ أصبهان (40332) كلافا لكمب، ولايشبت.
(2) رواه الحاكم في المستدرك بهذا اللفظ (2: 517) ورواه الترمذي (3334) في كتاب التفسير باب (ومن سورة ويل للمطففين) بلفظ "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه تكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر. الحديث وقال: هذا حديث حسن صحيح، وكذلك رواه بلفظ قريب منه ابن ماجه في السنن (4244) :
صفحة ٣٤