عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم - محمد السيد جبريل
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
إذا قالوا:إننا قادرون على معارضة القرآن متمكنون من الإتيان بمثله غير أنه يشتمل على ما لا يمكن معرفته، ومن ثمَّ الإتيان بمثله.
وبالجملة، فإنه دليل إعجاز، ولكن لا يستقل بالغرض في إثبات إعجاز القرآن، فهو ليس بالأمر العام في كل سورة من سور القرآن، وعليه فإن موطن التحدي هنا إذا قلنا به مقدمة للإعجاز إنما يواجه به من ادعى أن القرآن من عند محمد.ﷺ
رابعا: إعجازه في إخباره عن القرون السابقة والأمم البائدة لقد حفل القرآن بأخبار السابقين الأولين من الرسل مع أقوامهم، ومن غير الرسل، فجاء فيه قصص: آدم ونوح وإبراهيم وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى ويحيى وزكريا وعيسى وغيرهم عليهم جميعًا السلام، كما جاء فيه قصص: ابني آدم، وأصحاب الكهف، وأصحاب السبت، وأصحاب الجنة، وأصحاب الأخدود، ولقمان، وقارون وغيرهم. ولما كانت القسمة العقلية في معرفة الأحداث والوقائع وأخبارها في القرآن بالنسبة لرسول الله ﷺ وهو الذي جاء قومه بذلك تقتضي واحدًا من أربعة فروض، فإن تحقيق هذا الوجه من الإعجاز يقتضي عرض هذه الفروض على واقع الرسول ﷺ ليتبين أن ما جاء به وحي من عند الله تعالى: الفرض الأول: حضوره ﷺ، ومشاهدته أحداث هذه القصص، وإخباره بذلك عن معاينة، وذلك مردود بالواقع والتاريخ بداهة، وعلى الرغم من ذلك لفت القرآن النظر إلى ذلك في أكثر من موضع، ففي قصة مريم يقول الله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ
رابعا: إعجازه في إخباره عن القرون السابقة والأمم البائدة لقد حفل القرآن بأخبار السابقين الأولين من الرسل مع أقوامهم، ومن غير الرسل، فجاء فيه قصص: آدم ونوح وإبراهيم وهود وصالح وشعيب ولوط وموسى ويحيى وزكريا وعيسى وغيرهم عليهم جميعًا السلام، كما جاء فيه قصص: ابني آدم، وأصحاب الكهف، وأصحاب السبت، وأصحاب الجنة، وأصحاب الأخدود، ولقمان، وقارون وغيرهم. ولما كانت القسمة العقلية في معرفة الأحداث والوقائع وأخبارها في القرآن بالنسبة لرسول الله ﷺ وهو الذي جاء قومه بذلك تقتضي واحدًا من أربعة فروض، فإن تحقيق هذا الوجه من الإعجاز يقتضي عرض هذه الفروض على واقع الرسول ﷺ ليتبين أن ما جاء به وحي من عند الله تعالى: الفرض الأول: حضوره ﷺ، ومشاهدته أحداث هذه القصص، وإخباره بذلك عن معاينة، وذلك مردود بالواقع والتاريخ بداهة، وعلى الرغم من ذلك لفت القرآن النظر إلى ذلك في أكثر من موضع، ففي قصة مريم يقول الله تعالى: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ
1 / 47