عناية الإسلام بصحة الإنسان

أمين الشقاوي ت. غير معلوم
96

عناية الإسلام بصحة الإنسان

رقم الإصدار

الأولى ١٤٤٠ هـ

سنة النشر

٢٠١٩ م

تصانيف

وقال الحارث: رأس الطب الحمية، والحمية عندهم للصحيح في المضرة بمنزلة التخليط للمريض والنَّاقه، وأنفع ما تكون الحمية للناقه من المرض، فإن طبيعته لم ترجع بعد إلى قوتها، والقوة الهاضمة ضعيفة، والطبيعة قابلة، والأعضاء مستعدة؛ فتخليطه يوجب انتكاسها، وهو أصعب من ابتداء مرضه. واعلم أن في منع النبي ﷺ لعلي من الأكل من الدوالي وهو ناقهٌ أحسن التدبير، فإن الدوالي أقناءٌ من الرطب تعلق في البيت للأكل بمنزلة عناقيد العنب، والفاكهة تضر بالناقه من المرض لسرعة استحالتها، وضعف الطبيعة عن دفعها، فإنها بعد لم تتمكن قوتها، وهي مشغولة بدفع آثار العلة وإزالتها من البدن. وفي الرطب خاصة نوع ثقل على المعدة، فتشتغل بمعالجته وإصلاحه عما هي بصدده من إزالة بقية المرض وآثاره، فإما أن تقف تلك البقية، وإما أن تتزايد، فلما وُضع بين يديه السِّلق والشعير أمره أن يصيب منه، فإنه من أنفع الأغذية للناقه، فإن في ماء الشعير من التبريد والتغذية والتلطيف والتليين وتقوية الطبيعة ما هو أصلح للناقه، ولا سيما إذا طُبخ بأصول السلق، فهذا من أوفق الغذاء لمن في معدته ضعفٌ، ولا يتولد عنه من الأخلاط ما يخاف منه.

1 / 103