العناية بالقرآن الكريم في العهد النبوي الشريف

يوسف الحاطي ت. غير معلوم
60

العناية بالقرآن الكريم في العهد النبوي الشريف

الناشر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

تصانيف

وأخرج أبو داود أحد هذه الأحاديث وفي آخره قال - أي رسول الله ﷺ – "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث" ١. ولعل نهي الرسول ﷺ هذا بسبب أنه يخشى على أمته من الملل، فإذا طال العمر يدبُّ الوهن إلى جسم الإنسان وقد يصيبه الفتور. ولكن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع. وقد أخرج الإمام مسلم عن عائشة ﵂ قالت: لم يكن رسول الله ﷺ في الشهر من السنة أكثر صيامًا منه في شعبان وكان يقول: "خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يملَّ حتى تملوا" وكان يقول: "أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل" ٢. ومما يدل على أن الرسول ﷺ إنما نهى عن الإسراع في القراءة خوفًا على أتباعه من الملل ما ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄ أنه قال: قال لي رسول الله ﷺ: " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل" ٣. وثمة سبب آخر لنهيه ﵊ عن الإسراع ألا وهو الحث على التدبر فالإسراع في التلاوة وتدبر المعاني نقيضان قد لا يلتقيان. وقد سبق ذكر الحديث الذي قال فيه رسول الله ﷺ: "لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث". وأخرج مسلم بسنده عن شقيق قال:

١ سنن أبي داود رقم ١٣٩٠. ٢ صحيح مسلم رقم ٧٨٢. ٣ أخرجه مسلم في صحيحه ١١٥٩.

1 / 62